أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5704 - حكم السُّترة في الصلاة والحكمة منها

25-12-2012 31417 مشاهدة
 السؤال :
ما هو حكم الشرع في سُترة المصلي؟ وما هي الحكمة منها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5704
 2012-12-25

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

روى الإمام مسلم عن عَوْن بْن أَبِي جُحَيْفَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رُكِزَتْ لَهُ عَنَزَةٌ، فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ، يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ الْحِمَارُ وَالْكَلْبُ لَا يُمْنَعُ).

وروى أيضاً عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا وَضَعَ أَحَدُكُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ مِثْلَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ، فَلْيُصَلِّ وَلَا يُبَالِ مَنْ مَرَّ وَرَاءَ ذَلِكَ». معنى مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ: أي في مِثْلِ غِلَظِه.

وقد نصَّ الفقهاءُ على أنَّ السُّترةَ مَندوبةٌ للإمامِ والمنفرِدِ إن خَشِيا مُرورَ أحدٍ بينَ يَدَيهِما في محلِّ سُجودِهِما فقط، ولا بأسَ بتركِ السُّترةِ إذا أمِنَ المصلِّي المرورَ، هذا عندَ الحنفيَّةِ والمالكيَّةِ.

وعندَ الشَّافعيَّةِ والحنابلةِ يُستحبُّ للمصلِّي أن يُصلِّيَ إلى سُترةٍ، سواءٌ كانَ في المسجدِ أو في البيتِ.

واتَّفقَ الفقهاءُ على أنَّ سُترةَ الإمامِ سُترةٌ لمن خَلفَهُ، لأنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ صلَّى إلى سُترةٍ، ولم يأمُرْ أصحابَهُ بِنَصبِ سُترةٍ أخرى، روى الإمام البخاري عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ قَالَ: (أَقْبَلْتُ رَاكِباً عَلَى حِمَارٍ أَتَانٍ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ قَدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ، وَرَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ بِمِنىً إِلَى غَيْرِ جِدَارٍ، فَمَرَرْتُ بَيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْتُ وَأَرْسَلْتُ الْأَتَانَ تَرْتَعُ، وَدَخَلْتُ فِي الصَّفِّ فَلَمْ يُنْكِرْ ذَلِكَ عَلَيَّ أَحَدٌ). معنى أتَانٍ: أي الحمارَةُ الأنثى.

وبناء على ذلك:

 فيُستحبُّ اتِّخاذُ سُترةٍ للإمامِ والمنفرِدِ، وخاصَّةً إذا خَشِيَ مُرورَ أحدٍ مكانَ سُجودِهِ، ولا حَرَجَ من تركِ السُّترةِ إذا أمِنَ المصلِّي المرورَ.

والحكمةُ من اتِّخاذِ السُّترةِ هوَ منعُ المرورِ بينَ يَدَيِ المصلِّي، وتمكينُ المصلِّي من حَصْرِ تفكيرِهِ في الصَّلاةِ، وعَدَمُ استِرسالِهِ في النَّظَرِ إلى الأشياءِ، وكفُّ بَصَرِهِ عمَّا وراءَ سُترَتِهِ لئلا يفوتَهُ الخُشوعُ في الصَّلاةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
31417 مشاهدة