أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5879 - الصلاة على الغائب

03-06-2013 60683 مشاهدة
 السؤال :
في هذا الوقت كثر الموت، وقل فيه اجتماع الناس على صلاة الجنائز، فهل يشرع في هذه الحال صلاة الغائب؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5879
 2013-06-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ثَبَتَ في الصَّحيحَين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَعَى النَّجَاشِيَّ ـ مَلِكَ الحَبَشَةِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى ـ إلى أصحابِهِ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمُصَلَّى، فَصَفَّ بِهِمْ وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ.

وقال الفقهاءُ: هذا الحديثُ دليلٌ على مَشروعِيَّةِ الصَّلاةِ على الغائِبِ، إلا أنَّ بعضَ الفقهاءِ كالحنَفِيَّةِ والمالِكِيَّةِ قالوا: إنَّ هذا خاصٌّ بسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ومن الجائِزِ أن يكونَ قد رُفِعَ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَريرُ النَّجاشِيِّ فَصَلَّى عليه صلاتَهُ على الحاضِرِ المُشاهَدِ، وقالوا: ويَدُلُّ على ذلكَ أنَّهُ لم يُنقَل عنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ كانَ يُصَلِّي على الغائِبينَ، فلا تُشرَعُ صلاةُ الغائِبِ لِغَيرِهِ.

وذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ والحنابِلَةُ إلى أنَّها تُشرَعُ على كُلِّ غائِبٍ عن البَلَدِ، ولو صُلِّيَ عليه في المكانِ الذي ماتَ فيهِ.

وبناء على ذلك:

فهذهِ المسألَةُ خِلافِيَّةٌ بينَ الفقهاءِ، ولا حَرَجَ على من صَلَّى، وخاصَّةً إذا ماتَ ولم يُصَلِّ عليهِ أحَدٌ، كما أنَّهُ لا حَرَجَ على من لم يُصَلِّ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
60683 مشاهدة