أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8479 - «الْحِدَّةُ لَا تَكُونُ إِلَّا فِي صَالِحِي أُمَّتِي»

15-11-2017 2423 مشاهدة
 السؤال :
ما صحة الحديث: «الْحِدَّةُ لَا تَكُونُ إِلَّا فِي صَالِحِي أُمَّتِي»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8479
 2017-11-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَلَا إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى طَبَقَاتٍ شَتَّى ـ وَجَاءَ فِيهِ ـ أَلَا وَإِنَّ مِنْهُمُ البَطِيءَ الغَضَبِ سَرِيعَ الفَيْءِ، وَمِنْهُمْ سَرِيعُ الغَضَبِ سَرِيعُ الفَيْءِ، فَتِلْكَ بِتِلْكَ».

أَمَّا حَدِيثُ: «الْحِدَّةُ لَا تَكُونُ إِلَّا فِي صَالِحِي أُمَّتِي وَأَبْرَارِهَا، وَأَتْقِيَائِهَا ثُمَّ تَفِيءُ» رواه الديلمي، وَقَالَ ابْنُ السَّبْكِيِّ: لَمْ أَجِدْ لَهُ سَنَدَاً.

وَهُنَاكَ حَدِيثٌ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خِيَارُ أُمَّتِي أَحِدَّاؤُهُمُ، الَّذِينَ إِذَا غَضِبُوا رَجَعُوا» رواه البيهقي.

وَقَالَ العِرَاقِيُّ: أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ في الأَوْسَطِ، وَالبَيْهَقِيُّ في الشُّعَبِ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ.

وبناء على ذلك:

فَالحَدِيثُ بَيْنَ الوَضْعِ وَالضَّعِيفِ، وَالحَدِيثُ الحَسَنُ الذي رواه الترمذي: «وَمِنْهُمْ سَرِيعُ الغَضَبِ سَرِيعُ الفَيْءِ». وَلَكِنَّ خَيْرَ النَّاسِ مَنْ كَانَ بَطِيءَ الغَضَبِ سَرِيعَ الرِّضَا، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ: «أَلَا وَخَيْرُهُمْ بَطِيءُ الغَضَبِ سَرِيعُ الفَيْءِ».

وَعَلَى فَرَضِ ضَعْفِ الحَدِيثِ يَكُونُ المُرَادُ بِالحِدَّةِ الصَّلَابَةُ في الدِّينِ، وَهِيَ تَنْشَأُ مِنْ غَيْرَةِ الإِيمَانِ حَمِيَّةً للدِّينِ، فَخِيَارُ أُمَّةِ الإِيمَانِ مَنْ تَزَايَدَتْ حِدَّتُهُ عَنْ تَزَايُدِ قُوَّةِ الإِيمَانِ لا عَنْ كِبْرٍ وَهَوَى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2423 مشاهدة