أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

3050 - أيهما أفضل حج المفرد أم حج القارن؟

17-06-2010 31693 مشاهدة
 السؤال :
 2010-06-17
أيهما أفضل حج المفرد أم حج القارن؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 3050
 2010-06-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد اتفق الفقهاء وسائر الأئمة والعلماء عل جواز أداء الحج بأي وجه من الوجوه منفرداً أو متمتعاً أو قارناً. ولكن اختلفوا في أي أنواع الحج أفضل؟

أولاً: ذهب المالكية والشافعية إلى أن الإفراد بالحج أفضل. وذلك لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها: (خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، وَأَهَلَّ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بِالْحَجِّ) رواه البخاري ومسلم. وقد صحَّ عن جابر وابن عباس رضي الله عنهم جميعاً أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد بالحج.

ثانياً: ذهب الحنابلة إلى أن التمتع أفضل، وذلك لحديث سيدنا جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَوْ أَنِّي اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقْ الْهَدْيَ، وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ لَيْسَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيَحِلَّ، وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً).

ثالثاً: ذهب الحنفية إلى أن القران أفضل من الإفراد والتمتع، لحديث سيدنا عمر رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِوَادِي الْعَقِيقِ يَقُولُ: (أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتٍ مِنْ رَبِّي فَقَالَ: صَلِّ فِي هَذَا الْوَادِي الْمُبَارَكِ، وَقُلْ: عُمْرَةً فِي حَجَّةٍ).

وبناء على ذلك:

فكلُّ مذهب له دليله إلى ما ذهب إليه، ولذلك أقول: الأمر يرجع إلى الحاج، فلينظر ما هو الأيسر عليه والأقرب لتحصيل خشوعه وحضوره، فذلك مقصود عظيم، وليس المقصود أن تختار الأشق ولو كان على حساب الخشوع والحضور مع الله تعالى أثناء أداء هذا الركن العظيم.

وإني أسأل الله تعالى أن يكرمنا بزيارة الحرمين الشريفين على أحسن حال يرضاها لنا ربنا عز وجل. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
31693 مشاهدة