أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6581 - أيزني المؤمن؟

12-11-2014 15558 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأنه ورد عن سَيِّدِنا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنه سئل: أيزني المؤمن؟ قال: نعم، وسئل: أيشرب الخمر؟ قال: نعم، وسئل: أيكذب المؤمن؟ قال: لا؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6581
 2014-11-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ثَبَتَ في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ».

وجَاءَ في المُوَطَّأ للإمامِ مَالِكٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ أَنَّهُ قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَاناً؟

فَقَالَ: «نَعَمْ»

فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلاً؟

فَقَالَ: «نَعَمْ»

فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّاباً؟

فَقَالَ: «لَا».

ومَا ثَبَتَ عن سَيِّدِنا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ في الأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ أَنَّهُ سُئِلَ: أَيَزنِي المُؤمِنُ؟ فَقَالَ: نَعَم.

ولكن أَخرَجَ ابنُ عَبدِ البَرِّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عن أَبِي الدَّردَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَل يَسرِقُ المُؤمِنُ؟

قَالَ: «قَد يَكُونُ ذَلكَ»

قَالَ: فَهَل يَزنِي المُؤمِنُ؟

قَالَ: «بَلَى، وإن كَرِهَ أَبُو الدَّردَاءِ»

قَالَ: هَل يَكذِبُ المُؤمِنُ؟

قَالَ: «إِنَّمَا يَفتَرِي الكَذِبَ مَن لا يُؤمِنُ، إنَّ العَبدَ يَزِلُّ الزَّلَّةَ ثُمَّ يَرجِعُ إلى رَبِّهِ فَيَتُوبُ، فَيَتُوبُ اللهُ عَلَيهِ».

وبناء على ذلك:

 

فالمُؤمِنُ قد يَزنِي، وقد يَسرِقُ، وقد يَكذِبُ، ولكن لو كَانَ إِيمَانُهُ كَامِلاً لَمَا زَنَى، ولَمَا سَرَقَ، ولَمَا كَذَبَ، ومَا ثَبَتَ عن سَيِّدِنا رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الحَدِيثُ المَذكُورُ في السُّؤَالِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
15558 مشاهدة