أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1724 - موقفنا من قصة مقتل الحسين رضي الله عنه

02-02-2009 24213 مشاهدة
 السؤال :
كثرت القصص والروايات عن مقتل الحسين وسبي نساء آل البيت إلى الشام والتنكيل بهم على يد جيش يزيد وبالغ الشيعة في ذلك، ما هي المصادر وأسماء الكتب الموثوقة من علماء السنة التي تتحدث عن ذلك؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1724
 2009-02-02

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا أخي الكريم، يقول مولانا جل جلاله: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُون}، ويقول مولانا عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم}.

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا أنس رضي الله عنه: (يَا بُنَيَّ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُصْبِحَ وَتُمْسِيَ لَيْسَ فِي قَلْبِكَ غِشٌّ لأَحَدٍ فَافْعَلْ، ثُمَّ قَالَ لِي: يَا بُنَيَّ وَذَلِكَ مِنْ سُنَّتِي، وَمَنْ أَحْيَا سُنَّتِي فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَحَبَّنِي كَانَ مَعِي فِي الْجَنَّةِ) رواه الترمذي. ويقول صلى الله عليه وسلم: (لا يُبَلِّغُنِي أَحَدٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِي شَيْئًا فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَخْرُجَ إِلَيْهِمْ وَأَنَا سَلِيمُ الصَّدْرِ) رواه الترمذي.

بعد هذا أقول: ما هي النتائج التي نحصدها من معرفة حقيقة هذه الوقائع؟ نحن على يقين بأن الابتلاء في الحياة الدنيا واقع لا محالة، ويبتلى الرجل على قدر دينه، كما جاء في الحديث عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: (الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الصَّالِحُونَ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ مِنْ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ) رواه الإمام أحمد.

وإذا وقع الظلم من مسلم على أخيه إن كان من أهل البيت أو من غير أهل البيت فإنَّ ظلمَه هذا لا يُخرجه عن دائرة الإيمان.

وولاؤنا لآل بيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا مُحَقَّق لأنه جزء من إيماننا، ولكن هذا الولاء لا يدفعنا لأن نعادي أحداً من أهل الإيمان، وخاصة بعد خروجه من الدنيا، لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُم * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم} [الغاشية: 25ـ26].

ولمن نحاكم اليوم بعد مضيّ أكثر من ألف وأربعمئة سنة على هذه الأمور؟

ووالله إني لا أرى الخوض في مثل هذه الأمور إلا من أجل إشعال نار الفتن والبغضاء في قلوبنا على بعضنا وتمزيق الممزق في صفوف المسلمين.

طوبى لعبد سمع قول الله عز وجل: {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُون * إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم}، فمن لقي الله بسلامة القلب على خلق الله جميعاً فهو السعيد، وأما من لقيه بقلب حقود حسود فأمره إلى الله تعالى إن شاء عفا وإن شاء عاقب.

لذلك أنصحك يا أخي الكريم بالاشتغال بما يصلح لنا سيرنا وسلوكنا إلى الله تعالى، وعدم الاشتغال بالماضي إلا إذا كان يجمع الشمل. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
24213 مشاهدة