أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8520 - هل مارية القبطية من أمهات المؤمنين؟

05-12-2017 709 مشاهدة
 السؤال :
هل السيدة مارية القبطية رَضِيَ اللهُ عَنْها من أمهات المؤمنين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8520
 2017-12-05

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالسَّيِّدَةُ مَارِيَةُ القِبْطِيَّةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا كَانَتْ أَمَةً مِنَ الإِمَاءِ، وَقَدْ أَهْدَاهَا المُقَوْقِسُ صَاحِبُ مِصْرَ لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ صُلْحِ الحُدَيْبِيَةِ، وَقَدْ أَكْرَمَهَا اللهُ تعالى بِالإِسْلَامِ وَالإِيمَانِ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ نَصْرَانِيَّةً.

يَقُولُ الحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُعْجَبُ بِمَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ، وَكَانَتْ بَيْضَاءَ جَعْدَةً (ذَاتَ الشَّعْرِ غَيْرِ السَّبْطِ) جَمِيلَةً، فَأَنْزَلَهَا وَأُخْتَهَا عَلَى أُمِّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَتَا هُنَاكَ، فَوَطِئَ مَارِيَةَ بِالمِلْكِ، وَحَوَّلَهَا إِلَى مَالٍ لَهُ بِالْعَالِيَةِ كَانَ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ، فَكَانَتْ فِيهِ فِي الصَّيْفِ، وَفِي خُرَافَةِ النَّخْلِ (الخُرَافَةُ: النَّخْلُ المُجْتَنَى).

فَكَانَ يَأْتِيهَا هُنَاكَ، وَكَانَتْ حَسَنَةَ الدِّينِ، وَوَهَبَ أُخْتَهَا شِيرِينَ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ.

وَوَلَدَتْ مَارِيَةُ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ غُلَامَاً سَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ.

وبناء على ذلك:

 فَالسَّيِّدَةُ مَارِيَةُ القِبْطِيَّةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا صَحَابِيَّةٌ جَلِيلَةٌ، وَكَانَتْ مِنْ إِمَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، لَا مَنْ زَوْجَاتِهِ، وَلَيْسَتْ مَنْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ جَمِيعَاً، لِأَنَّ اللهَ تعالى سَمَّى زَوْجَاتِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ، فَقَالَ تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾. وَالإِمَاءُ لَسْنَ بِزَوْجَاتٍ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
709 مشاهدة
الملف المرفق