أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8685 - صيام يوم السبت والأحد

11-02-2018 2669 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كان يصوم يوم السبت والأحد، مخالفة للمشركين، لأنهما عيدان للمشركين؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8685
 2018-02-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

روى الحاكم أَنَّ كُرَيْبَاً مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ وَنَاسَاً مِنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بَعَثُونِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ أَسْأَلُهَا عَنْ أَيِّ الْأَيَّامِ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ لَهَا صِيَامَاً؟

فَقَالَتْ: يَوْمُ السَّبْتِ وَالْأَحَدِ.

فَرَجَعْتُ إِلَيْهِمْ فَأَخْبَرْتُهُمْ، فَكَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوا ذَلِكَ.

فَقَامُوا بِأَجْمَعِهِمْ إِلَيْهَا فَقَالُوا: إِنَّا بَعَثْنَا إِلَيْكِ هَذَا فِي كَذَا وَكَذَا، فَذَكَرَ أَنَّكِ قُلْتِ كَذَا وَكَذَا،.

فَقَالَتْ: صَدَقَ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مَا كَانَ يَصُومُ مِنَ الْأَيَّامِ يَوْمَ السَّبْتِ وَالْأَحَدِ، وَكَانَ يَقُولُ: «إِنَّهُمَا يَوْمَا عِيدٍ لِلْـمُشْرِكِينَ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَهُمْ» وَالحَدِيثُ رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ، صَحَّحَهُ الحَاكِمُ، وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.

 وَنَصَّ الفُقَهَاءُ إلى أَنَّ تَعَمُّدَ صَوْمِ يَوْمِ الأَحَدِ بِخُصُوصِهِ مَكْرُوهٌ، إِلَّا إِذَا وَافَقَ يَوْمَاً كَانَ يَصُومُهُ، وَاسْتَظْهَرَ ابْنُ عَابِدِينَ أَنَّ صَوْمَ يَوْمِ السَّبْتِ وَالأَحَدِ مَعَاً لَيْسَ فِيهِ تَشَبُّهٌ بِاليَهُودِ وَالنَّصَارَى، لِأَنَّهُ لَمْ تَتَّفِقْ طَائِفَةٌ مِنْهُمَا عَلَى تَعْظِيمِهِمَا.

وبناء على ذلك:

فَقَدْ ثَبَتَ بِأَنَّ سَيِّدَنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُومُ يَوْمَ السَّبْتِ وَالأَحَدِ، يَجْمَعُ بَيْنَ اليَوْمَيْنِ مُخَالَفَةً للمُشْرِكِينَ الذينَ مَا اتَّفَقَتْ كَلِمَتُهُمْ عَلَى تَعْظِيمِ اليَوْمَيْنِ، فَكُلُّ طَائِفَةٍ عَظَّمَتْ يَوْمَاً، فَصَامَهُمَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وَلَا حَرَجَ في صِيَامِهِمَا جَمِيعَاً. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2669 مشاهدة