أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

282 - حكم طبع الكتيب المسمى البطاقة العائلية للرسول   

05-05-2008 32 مشاهدة
 السؤال :
سمعنا مؤخراً عن صدور كتيب على شكل جواز سفر يحمل تعريفاً بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأفراد عائلته. أعجبني شكل الكتيب، إلا أني قرأت في مقال لقناة العربية عن عدم جواز طبع هذا الكتاب؟ فما هو حكم هذا الكتيب؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 282
 2008-05-05

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

فَبَعْدَ الاطِّلَاعِ عَلَى هَذَا الكُتَيِّبِ الذي كُتِبَ عَلَيْهِ البِطَاقَةُ العَائِلِيَّةِ، وَاسْمُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، رَأَيْتُ فِيهِ قِلَّةَ الاحْتِرَامِ وَالتَّعْظِيمِ لِجَنَابِ المُصْطَفَى سَيِّدِنَا وَمَوْلَاَنا وَسَنَدِنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ.

وَرَأَيْتُ العَجَبَ في جُرْأَةِ المُخْتَرِعِ أَوِ المُبْتَكِرِ لِهَذَا الكُتَيِّبِ، عِنْدَمَا يَكْتُبُ مُعَرِّفًا عَلَى شَخْصِيَّةِ الحَبِيبِ الأَعْظَمِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: الجِنْسُ ـ الدِّيَانَةُ ـ العُنْوَانُ المُخْتَارُ ـ المِهْنَةُ ـ طَبِيعَةُ العَمَلِ ـ زُمْرَةُ الدَّمِ ـ إِصْدَارُ البِطَاقَةِ ـ وَمَسْؤُولُ الإِحْصَاءِ.

أَقُولُ لِهَذَا الأَخِ الذي كَتَبَ ذَلِكَ:

أَوَّلًا: يَا أَخِي، نَحْنُ الذينَ عُرِفْنَا بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَهَذِهِ البِطَاقَةُ التي جَعَلْتَهَا للتَّعْرِيفِ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الشَّكْلِ وَبِتِلْكَ العَنَاوِينِ لَا تَلِيقُ بِمَقَامِهِ الشَّرِيفِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

يَا أَخِي، لَا أَرَى هَذَا مِنَ التَّعْظِيمِ لِشَأْنِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي أَمَرَنَا اللهُ بِتَعْظِيمِهِ، ثُمَّ قَالَ لَنَا: ﴿وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.

حَقُّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا عَظِيمٌ، وَالذي مِنْ جُمْلَتِهِ تَعْظِيمُهُ، لِقَوْلِ اللهِ تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ﴾.

وَلِقَوْلِهِ تعالى: ﴿لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾. إِذَا كَانَ تَوْجِيهُ اللهِ تعالى لَنَا في حَقِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا، فَكَيْفَ تَجْعَلُ بِطَاقَةً عَائِلِيَّةً لِهَذَا الحَبِيبِ الأَعْظَمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

ثَانِيًا: لَوْ أَنَّكَ يَا أَخِي كَتَبْتَ كُتَيِّبًا في نَسَبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَفِي نِسَائِهِ الطَّاهِرَاتِ، وَأَوْلَادِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ، لَكَانَ ذَلِكَ شَرَفًا عَظِيمًا لَكَ، وَتَكُونُ بِذَلِكَ قُمْتَ بِشَيْءٍ مِنَ الوَاجِبِ الذي عَلَيْكَ نَحْوَ الحَبِيبِ الأَعْظَمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

ثَالِثًا: هَلْ تَدْرِي يَا أَخِي مَنْ هُوَ سَيِّدُنَا حُذَيْفَةُ بْنُ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الذي قُلْتَ عَنْهُ: مَسْؤُولَ الإِحْصَاءِ؟ إِنْ كُنْتَ لَا تَدْرِي مَنْ هُوَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَتِلْكَ مُصِيبَةٌ، وَإِنْ كُنْتَ تَدْرِي فَالمُصِيبَةُ أَعْظَمُ.

أَمَا تَعْلَمُ يَا أَخِي أَنَّ سَيِّدَنا حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ كَانَ صَاحِبَ سِرِّ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَيْثُ كَانَ يُودِعُ عِنْدَهُ أَسْمَاءَ المُنَافِقِينَ.

سَامَحَكَ اللهُ يَا أَخِي عَلَى مَا فَعَلْتَ، وَأَرْجُو اللهَ تعالى بِحُسْنِ نِيَّتِكَ أَنْ يَغْفِرَ لَكَ وَلَنَا.

رَابِعًا: أَنْصَحُكَ يَا أَخِي أَلَّا تَجْعَلَ مِنْ ذَلِكَ الكُتَيِّبِ سَبَبًا للتِّجَارَةِ وَرِبْحِ المَالِ مِنْ خِلَالِ هَذِهِ البِطَاقَةِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَإِنِّي أَرَى عَدَمَ جَوَازِ طَبْعِ هَذِهِ البِطَاقَةِ، لِأَنَّ تَعْظِيمَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَطْلُوبٌ مِنَّا، وَمَا أَرَى هَذِهِ البِطَاقَةَ هَكَذَا. هذا، والله تعالى أعلم.

وَقَدْ تَمَّ إِرْسَالُ هَذِهِ الفَتْوَى بِحُرُوفِهَا إلى فَضِيلَةِ أُسْتَاذِنَا الدُّكْتُورِ أَحْمَد الحَجِّي الكُرْدِيِّ حَفِظَهُ اللهُ تعالى، فَجَاءَ جَوَابُهُ عَلَيْهَا كَمَا يَلِي:

 

مَوْضُوعُ بِطَاقَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَبْلَغْتُكُمْ سَابِقًا أَنَّنِي مُوَافِقٌ عَلَى فَتْوَاكُمْ، وَأُشَارِكُكُمْ فِيهَا، وَأَنَّنِي سَوْفَ أَعْرِضُ المَوْضُوعَ عَلَى هَيْئَةِ الفَتْوَى في الكُوَيْتِ، وَقَدْ عَرَضْتُهُ فِعْلًا هَذَا هُوَ نَصُّ الفَتْوَى التي صَدَرَتْ عَنْ لَجْنَةِ الفَتْوَى في الكُوَيْتِ بِخُصُوصِ هَذَا المَوْضُوعِ:

لَا يَتَنَاسَبُ مَعَ مَقَامِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَصْدُرَ مِثْلُ هَذَا الكُتَيِّبِ للتَّعْرِيفِ بِهِ، تَحْتَ عُنْوَانِ البِطَاقَةِ العَائِلِيَّةِ (مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ) وَعَلَى النَّحْوِ الوَارِدِ بِهَذَا الإِصْدَارِ، فَقَدْ أَمَرَنَا اللهُ تعالى بِتَعْظِيمِهِ وَتَفْخِيمِهِ وَتَوْقِيرِهِ وَنُـصْرَتِهِ، وَأَنْ نَدْعُوَهُ بِالرِّسَالَةِ، قَالَ تعالى: ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾.

هَذَا فَضْلًا عَمَّا يَحْتَوِي عَلَيْهِ هَذَا الكُتَيِّبِ مِنْ مَعْلُومَاتٍ بَعْضُهَا فِيهِ نَظَرٌ، وَمَنْ أَرَادَ التَّعْرِيفَ بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فَلْيَسْلُكْ مَسْلَكَ مَنْ سَبَقَهُ مِنَ العُلَمَاءِ بِإِصْدَارِ كِتَابٍ عَنْ سِيرَتِهِ وَشَمَائِلِهِ وَهَدْيِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، سَوَاءٌ كَانَ مُخْتَصَرًا أَوْ مُطَوَّلًا.

وَعَلَيْهِ فَلَا يَجُوزُ طَبْعُ هَذِهِ البِطَاقَةِ العَائِلِيَّةِ وَلَا نَـشْرُهَا وَلَا تَدَاوُلُهَا، وَاللهُ تعالى أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللهُ تعالى عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
32 مشاهدة