أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8763 - نصيحة لتارك الصلاة

23-03-2018 20558 مشاهدة
 السؤال :
إنسان تارك لصلاته، فما هي نصيحتك له؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8763
 2018-03-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَأَنْصَحُ نَفْسِي وَخَاصَّةً مَنْ سَوَّلَتْ لَهُ نَفْسُهُ تَرْكَ الصَّلَاةِ، فَأَقُولُ:

أولاً: الصَّلَاةُ عَمُودُ الدِّينِ، وَرُكْنٌ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ، وَهِيَ صِلَةٌ بَيْنَ العَبْدِ وَرَبِّهِ، وَالسَّعِيدُ المُوَفَّقُ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا، لِأَنَّهَا سَبَبٌ كَبِيرٌ مِن أَسْبَابِ تَرْكِ الفَوَاحِشِ وَالمُنْكَرَاتِ، وَسَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ المَعُونَةِ للعَبْدِ عَلَى المَصَائِبِ.

ثانياً: المُتَهَاوِنُ في الصَّلَاةِ عَلَى وَعِيدٍ بِالعِقَابِ الشَّدِيدِ إِذَا لَمْ يَتُبْ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنَ التَّهَاوُنِ فِيهَا، يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيَّاً * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً﴾.

وَقَالَ تعالى مُخْبِرَاً عَنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ في حِوَارٍ دَارَ بَيْنَهُمْ: ﴿إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ المُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ * حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ﴾.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الـشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ» رواه الإمام مسلم عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: « «مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ الـعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وروى ابن ماجه عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنْ: «لَا تُشْرِكْ بِاللهِ شَيْئَاً، وَإِنْ قُطِّعْتَ وَحُرِّقْتَ، وَلَا تَتْرُكْ صَلَاةً مَكْتُوبَةً مُتَعَمِّدَاً، فَمَنْ تَرَكَهَا مُتَعَمِّدَاً، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ، وَلَا تَشْرَبِ الخَمْرَ، فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ».

وبناء على ذلك:

فَأَنَا أَنْصَحُ تَارِكَ الصَّلَاةِ وَالمُتَهَاوِنَ فِيهَا أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ يُحَافِظَ عَلَى صَلَاتِهِ، لِأَنَّهَا الفَرِيضَةُ الوَحِيدَةُ التي فَرَضَهَا اللهُ تعالى في السَّمَاءِ لَيْلَةَ الإِسْرَاءِ وَالمِعْرَاجِ.

وَلْيَكُنْ عَلَى حَذَرٍ مِنْ تَرْكِهَا، فَفِي التَّرْكِ خَسَارَةٌ كُبْرَى للعَبْدِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، روى الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ـ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ ـ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَبْرٍ فَقَالَ: «مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ؟».

فَقَالُوا: فُلَانٌ.

فَقَالَ: «رَكْعَتَانِ أَحَبُّ إِلَى هَذَا مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ».

وَفِي رِوَايَةٍ لِابْنِ المُبَارَكِ: «رَكْعَتَانِ خَفِيفَتَانِ مِمَّا تَحْقِرُونَ وَتَنْفِلُونَ يَزِيدُهُمَا هَذَا فِي عَمَلِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ». هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
20558 مشاهدة