أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

8690 - ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾

17-02-2018 2525 مشاهدة
 السؤال :
من هو هارون المقصود بقوله تعالى: ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيَّاً﴾؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 8690
 2018-02-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الإمام مسلم عَنِ المُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ نَجْرَانَ سَأَلُونِي، فَقَالُوا: إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ يَا أُخْتَ هَارُونَ، وَمُوسَى قَبْلَ عِيسَى بِكَذَا وَكَذَا.

فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ سَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ.

فَقَالَ: «إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَمُّونَ بِأَنْبِيَائِهِمْ وَالصَّالِحِينَ قَبْلَهُمْ».

فَالسَّيِّدَةُ مَرْيَمُ عَلَيْهَا السَّلَامُ، لَمَّا حَمَلَتْ بِسَيِّدِنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ بِأَمْرِ رَبِّهَا عَزَّ وَجَلَّ بِكَلِمَةِ: كُنْ، وَوَلَدَتْ سَيِّدَنَا عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، اتَّهَمَهَا النَّاسُ بِالفَاحِشَةِ، وَتَعَجَّبُوا كَيْفَ تَقَعُ هَذِهِ السَّيِّدَةُ في الفَاحِشَةِ، وَهِيَ مِنْ نَسْلٍ طَاهِرٍ مِنْ جِهَةِ الأَبِ وَالأُمِّ؟

وَقَوْلُهُمْ لَهَا: ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾ مَعْنَاهُ: يَا شَبِيهَةَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ، المَعْرُوفِ في زَمَانِهِمْ بِالطُّهْرِ وَالعَفَافِ، وَكَانَ اسمُهُ هَارُونَ.

وبناء على ذلك:

فَالمَقْصُودُ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أُخْتَ هَارُونَ﴾. هُوَ رَجُلٌ صَالِحٌ مَعْرُوفٌ في زَمَنِ السَّيِّدَةِ مَرْيَمَ عَلَيْهَا السَّلَامُ، وَلَيْسَ المَقْصُودُ أَخَا سَيِّدِنَا مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2525 مشاهدة