أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

2252 - الأخذ بفتوى توافق الهوى دون الاطمئنان لها

10-08-2009 21339 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز أن آخذ بفتوى عالم من العلماء مع أني لم أطمئن لتلك الفتوى، ولكن ربما أن توافق هواي في ذلك؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 2252
 2009-08-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن فتوى العالم لا تخلِّص المستفتي من بين يدي الله عز وجل إذا كان يعلم أن الأمر في الباطن بخلاف ما أفتاه، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ وَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلا يَأْخُذْ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ) رواه البخاري. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (الإِثْمُ مَا حَاكَ فِي صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ) رواه مسلم.

وبناء على ذلك:

فإن فتوى العالم لا تبيح للسائل ما سأل عنه، وذلك لعلمه بالحقيقة، أو لعلمه بجهل العالم المفتي، أو لعلمه بأن العالم يحابيه ويراعي جانبه ويراعي مصلحته معه، أو لعلمه بأن هذا العالم معروف بالفتوى بالحيل والرُّخَص المخالفة للسنة، أو غير ذلك من الأسباب المانعة من الثقة بفتواه وسكون النفس إليها.

لذلك وجب عليه أن يسأل غيره من أهل العلم والصلاح وممن يخافون الله عز وجل في فتاويهم حتى تحصل له الطمأنينة للفتوى.

ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (يا بن عمر دينَك دينَك، إنما هو لحمك ودمك، فانظر عمن تأخذ، خذ الدين عن الذين استقاموا، ولا تأخذ عن الذين مالوا) رواه ابن عدي. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
21339 مشاهدة