أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1045 - تريده ويريدها ولكن...

04-05-2008 11010 مشاهدة
 السؤال :
أنا فتاة ملتزمة دينياً وأخلاقياً والحمد لله، بدأت المشكلة منذ عامين عندما تعرفت إلى شاب على دين وخلق من عائلتي ولكننا نلتقي في الجد السابع أو الثامن. أحببته كثيراً كما أحبني وسألنا الله أن يجمعنا على سنته وسنة رسوله الكريم، ولكن أهله رفضوا وبشدة بالغة، ولسبب أعتقد أنه غير مبرر شرعاً وهو أني أكبره بعامين. طبعاً نحن نحترم رغبة والديه ورأيهم ونسعى جاهدين لنيل رضاهم ولكننا نصل دائماً إلى طريق مسدود، منذ عامين وهو يحاول إقناعهم ولكن دون جدوى .... لم نتوصل إلى نتيجة، فوالداه يا شيخنا الكريم مصرّان على أن يخطب أي فتاة أخرى سواي. علماً أن رسولنا الكريم قد تزوج أمنا خديجة رضي الله عنها وهي أكبر منه بـ 15 سنة وكانت أحب زوجاته إلى قلبه. وإنه صلى الله عليه وسلم قال: (فاظفر بذات الدين). وأنه قال: (رحم الله والداً أعان ولده على بره). ولكن آذانهم لم تصغ إليه أبداً ....... ما هو حكم الشرع في هذه الحالة؟ وماذا نفعل لنيل رضاهم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1045
 2008-05-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فأنا أنصحك يا أختاه وخاصة أنك ملتزمة بدين الله عز وجل، أن لا تتعلقي بهذا الشاب ولا بغيره، واعلمي قول الله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

واعلمي أن هذه العلاقة بينكما لا تجوز شرعاً، لأنك امرأة أجنبية عنه، وإني أعجب منك يا أختاه وقد وصفت نفسك بأنك من أهل الالتزام كيف تكوَّنت العلاقة بينكما؟

ومن تكريم الله عز وجل للمرأة أن جعلها مخطوبة لا خاطبة، ولكن لا مانع أن تعرض المرأة نفسها على رجل صالح عن طريق الرجال، أو يعرضها وليُّ أمرها على بعض الصالحين، وذلك كما فعلت السيدة خديجة رضي الله عنها، وكما فعل سيدنا عمر رضي الله عنه.

فكوني يا أختاه في حصنك الحصين، وإذا شعرت بأن أهل هذا الشاب لا يرغبون فيك لولدهم فكوني أنت زاهدة في هذا الشاب كذلك.

لأنك تعلمين بأن الولد لن يتخلى عن والديه في المستقبل، وبأن الوالدين لن يتخليا عن ولدهما، وربما تدخَّلا في حياته الزوجية وكان التدخُّل سبباً للطلاق. ولأنك تعلمين بأن الحياة الزوجية لا تخلو من خلافات بين الزوجين، فبمجرد حصول أي خلاف بين الزوجين فسيتخذ ذريعة للتدخّل وتوجيه اللوم للولد، وربما أن يُوغر صدر الرجل ويؤدي الأمر إلى الطلاق.

لذلك أقول لك: يا أختاه اقطعي الصلة مع هذا الشاب إلا أن يتقدَّم أهله بطلب منهم لأهلك في الخطبة لولدهم، هذا والله أكرم لك، وأنا لك ناصح، فإن فعلوا ذلك فبها ونعمت، وإلا فلا، وسيعوِّض الله خيراً.

أسأل الله لنا ولكم السعادة في الدارين. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
11010 مشاهدة