أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

9504 - عامل لا يصلي

24-02-2019 652 مشاهدة
 السؤال :
عندي عامل لا يصلي، وأقدم له النصح، ولكن لا يستجيب، فهل من حرج إن سرحته من العمل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9504
 2019-02-24

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَمِنْ مُنْطَلَقِ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ﴾.

وَمِنْ مُنْطَلَقِ قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَوَاللهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلَاً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» رواه الإمام البخاري عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَمِنْ مُنْطَلَقِ قَوْلِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً» رواه الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

أَقُولُ لَكَ:

أولاً: ذَكِّرْ هَذَا العَامِلَ وَكُلَّ عَامِلٍ عِنْدَكَ بِفَرْضِيَّةِ الصَّلَاةِ، وَأَنَّهَا أَعْظَمُ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ.

ثانياً: ذَكِّرْهُ بِبَعْضِ فَضَائِلِ الصَّلَاةِ، فَهِيَ خَيْرُ مَا فَرَضَهُ اللهُ تعالى عَلَى عِبَادِهِ، وَهِيَ مِنْ أَحَبِّ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إلى اللهُ تعالى؛ فَالصَّلَاةُ خَيْرٌ مَوْضُوعٌ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الإمام أحمد عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا الصَّلَاةُ؟

قَالَ: «خَيْرٌ مَوْضُوعٌ، فَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ وَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ».

وَأَنَّ الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغْشَ الكَبَائِرُ، وَسَجْدَةٌ وَاحِدَةٌ يَرْفَعُ اللهُ بِهَا العَبْدَ دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً، وَهِيَ سَبَبٌ لِشَفَاعَةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ» رواه الإمام مسلم عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبٍ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

ثالثاً: ذَكِّرْهُ أَنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ العَبْدُ مِن أَمْرِ دِينِهِ الصَّلَاةَ، روى أبو داود والحاكم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلَاةُ».

وَذَكِّرْهُ بِالوَعِيدِ الإِلَهِيِّ لِتَارِكِ الصَّلَاةِ، قَالَ تعالى: ﴿إِلَّا أَصْحَابَ اليَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ المُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ﴾.

وَقَالَ تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيَّاً﴾.

وَقَالَ تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾.

رابعاً: اصْبِرْ عَلَيْهِ، وَتَذَكَّرْ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾. وَعَامِلْهُ بِحُسْنِ الأَخْلَاقِ، وَحُسْنِ القَوْلِ، وَالإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَتَقْدِيمِ الهَدِيَّةِ المَادِّيَّةِ لَهُ.

فَإِنْ أَصَرَّ بَعْدَ هَذَا هَدِّدْهُ بِالتَّسْرِيحِ مِنَ العَمَلِ، فَإِذَا أَصَرَّ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى فَـسَرِّحْهُ بِإِحْسَانٍ، وَادْعُ اللهَ تعالى لَنَا وَلَهُ بِالهِدَايَةِ وَالصَّلَاحِ وَالاسْتِقَامَةِ.

فَإِنْ جَاءَ تَائِبَاً إلى اللهِ تعالى، وَمُعْلِنَاً اسْتِقَامَتَهُ عَلَى صَلَاتِهِ فَرَحِّبْ بِهِ، وَاقْبَلْهُ، وَأَرْجُو اللهَ تعالى أَنْ يَشْرَحَ صَدْرَهُ وَصُدُورَنَا للإِسْلَامِ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
652 مشاهدة