أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

620 - تزوج امرأة ثانية فضيقت عليه زوجته كثيراً, فبماذا ينصح؟

03-03-2008 10595 مشاهدة
 السؤال :
رجل تزوج امرأة ثانية، وبعد زواجه بأشهر علمت زوجته الأولى فضيقت عليه كثيراً، وعندها أولاد صغار، وهي مصرة على طلاق ضرتها، وتقول لزوجها: إذا أردت أن تذهب لعند ضرتي وتبيت عندها فأنا لا أريدك، وأتنازل عن حقي. وهي في الحقيقة غير صادقة في كلامها، لأنها تعلم بأن زوجها لا يستطيع أن يترك البيت من أجل أولاده ومن أجلها بالذات لأنه يحبها. وهو واقع في حيرة من أمره، إن لم يعدل بينهما يشعر بالظلم الشديد للزوجة الثانية، وإن أراد العدل فالزوجة الأولى تضيق عليه وهو يخشى عليها وعلى أولاده، وإن طلق الزوجة الثانية بدون سبب يشعر بأن الظلم صار أشد، مع العلم بأن الزوجة الثانية ما أنجبت. فبماذا تنصحون هذا الأخ وجزاكم الله تعالى عنا خير الجزاء.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 620
 2008-03-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن مما يؤسف له حقاً وقوع كثير من المسلمين في مثل هذه المضايق عندما خاضوا مثل تجربة هذا الأخ فلاقوا من الضنك مثل ما يلقى وأشد، وما ذلك إلا لشيوع الجهل وضعف الوازع الديني وقلة الاعتناء بالتربية الإسلامية الصحيحة، ويساعد على ذلك غالباً ضعف في شخصية الزوج.

ونوصي الأخ الكريم بوصية نسأل الله تعالى أن تكون هي العلاج والدواء: وهي التزام العدل بين الزوجتين في المبيت والنفقة كما أمر الله عز وجل، وليكن حازماً في أمره ينصره الله عز وجل القائل في محكم التنزيل: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} وليعلم أن هذه المشاكل التي يواجهها الآن إنما هي سحابة صيف زائلة عن قريب. والذي يخشى منه هو الميل أو الجور على إحداهما لإرضاء الأخرى، فإن وقوع ذلك هو سبب أكيد في استمرار أو ازدياد تسلط الأولى عليه وسبب فشله لا قدر الله تعالى.

ولا شك أن المحافظة على ذكر الله تعالى والدعاء يعطي للذاكر مهابة تحصنه من شياطين الإنس والجن، كما أن تذكر الموت وأحواله والقيامة وأهوالها وتذكير أهله بذلك له كبير الأثر في إصلاح النفوس وتوبتها عن طغيانها وعنادها، فليستعن بجميع ذلك وليكثر من زيارة الصالحين وليسع في دعوتهم إلى منزله فإنه سبب عظيم من أسباب إزالة الشحناء بين أهل البيت وإشاعة أجواء السرور.

وأشير على هذا المستفتي بأن يخير الزوجة الثانية بين أن تتسامح معه في تفضيل الأولى عليها في بعض الأحيان في المبيت وما إليه بكامل رضاها، أو يطلقها، ولا تثريب عليه في ذلك أخذاً مما ثبت من تخيير رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم سيدتنا سودة بنت زمعة رضي الله تعالى عنها بين الطلاق أو تتنازل عن ليلتها لعائشة، فتنازلت، فقبل النبي صلى الله تعالى عليه وسلم منها ذلك وأبقاها. هذا، والله تعالى أعلم.
المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10595 مشاهدة