أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6195 - «ما في الجنة أعزب»

14-03-2014 27723 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن المرأة إذا ماتت ولا زوج لها، لا تتزوج في الآخرة إذا أكرمها الله تعالى بدخول الجنة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6195
 2014-03-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الإمام مسلم عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: أَوَ لَمْ يَقُلْ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ». هذا أولاً.

ثانياً: الجَنَّةُ دَارُ نَعيمٍ وسُرورٍ وحُبورٍ، لَيسَ فيها غَمٌّ ولا هَمٌّ ولا حُزنٌ، ولَيسَ فيها ما يُكَدِّرُ صَفْوَ العَيْشِ، ولا يَمَسُّ أهلَها نَصَبٌ ولا لُغوبٌ، قال تعالى: ﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُون﴾. وقال تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُون * نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيم﴾.

وروى الإمام مسلم عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قال: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ أَدْنَى مَقْعَدِ أَحَدِكُمْ مِن الْجَنَّةِ أَنْ يَقُولَ لَهُ: تَمَنَّ؛ فَيَتَمَنَّى.

وَيَتَمَنَّى فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَمَنَّيْتَ؟

فَيَقُولُ: نَعَمْ.

فَيَقُولُ لَهُ: فَإِنَّ لَكَ مَا تَمَنَّيْتَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ».

وبناء على ذلك:

فمن المَعلومِ أنَّ الزَّواجَ من أبلَغِ ما تَشتَهِيهِ النَّفسُ، وهذا حَاصِلٌ لأهلِ الجَنَّةِ بإذنِ الله تعالى ذُكوراً وإناثاً، فالمَرأَةُ المُتَزَوِّجَةُ يُزَوِّجُها اللهُ تعالى بِزَوجِها الذي كانَ لها في الدُّنيا، قال تعالى مُخبِراً عن دُعاءِ حَمَلَةِ العَرشِ للمُؤمِنينَ: ﴿رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم﴾. وقال تعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ﴾.

وأمَّا المَرأَةُ التي ماتَت ولا زَوجَ لها فاللهُ تعالى يُزَوِّجُها مِمَّن ماتَ ولا زَوجَةَ لهُ، أو يُزَوِّجُها لِرَجُلٍ من أهلِ الدُّنيا وصَارَ من أهلِ الجَنَّةِ، وذلكَ لِقَولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ». هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
27723 مشاهدة