أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7297 - صيام كفارة اليمين

28-04-2016 5822 مشاهدة
 السؤال :
كفارة اليمين صيام ثلاثة أيام، فهل يشترط فيها التتابع؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7297
 2016-04-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدِ اتَّفَقَ الفُقَهَاءُ على التَّخْيِيرِ في كَفَّارَةِ اليَمِينِ بَيْنَ أَرْبَعِ خِصَالٍ، بَيْنَ إِطْعَامِ عَـشَرَةِ مَسَاكِينَ، أَو كِسْوَتِهِم، أَو عِتْقِ رَقَبَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ مَا يُكَفِّرُ بِهِ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ، حَيْثُ عَجَزَ عَنِ الإِطْعَامِ، وَالكِسْوَةِ، وَالعِتْقِ، صَامَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَهِيَ كَفَّارَةٌ على التَّخْيِيرِ في الثَّلَاثَةِ الأُولَى، وعلى التَّرْتِيبِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الخَصْلَةِ الرَّابِعَةِ، وَالأَصْلُ فِيهَا قَوْلُهُ تعالى: ﴿لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.

فَاللهُ تعالى خَيَّرَهُ بِأَنْ يَأْتِيَ بِأَيِّ خَصْلَةٍ شَاءَ مِنَ الثَّلَاثَةِ الأُوَلِ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ وَاحِدَةً مِنْهَا، انْتَقَلَ إلى الصِّيَامِ.

وبناء على ذلك:

فَمَنْ حَنَثَ في يَمِينِهِ، وَلَمْ تَكُنْ عِنْدَهُ اسْتِطَاعَةٌ  على الإِطْعَامِ أَو الكِسْوَةِ أَو عِتْقِ الرَّقَبَةِ، فَإِنَّهُ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مُتَتَالِيَاتٍِ، هَذَا عِنْدَ الحَنَفِيَّةِ وَالحَنَابِلَةِ، لِقِرَاءَةِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: ﴿فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ﴾. فَالتَّتَابُعُ عِنْدَهُمْ وَاجِبٌ.

أَمَّا عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالمَالِكِيَّةِ لَا يَجِبُ التَّتَابُعُ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
5822 مشاهدة