أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7747 - سب الزمان

13-12-2016 1434 مشاهدة
 السؤال :
هل ورد في الأحاديث الشريفة النهي عن سب الزمان؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7747
 2016-12-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ رَوَى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قَالَ اللهُ: يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ، بِيَدِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ».

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تُسَمُّوا العِنَبَ الكَرْمَ، وَلَا تَقُولُوا: خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ».

وَقَدْ كَانَ النَّاسُ في الجَاهِلِيَّةِ يُسَمُّونَ شَجَرَةَ العنَبِ كَرْمَاً، كَمَا يُسَمُّونَ الخَمْرَ المُتَّخَذَ مِنْهَا كَرْمَاً، وَيَرَوْنَ أَنَّ شُرْبَهَا يَحْمِلُ على الكَرَمِ، فَنَهَى الشَّارِعُ عَنْ تَسْمِيَةِ العِنَبِ بِالكَرْمِ.

خَيْبَةُ الدَّهْرِ: الخُسْرَانُ وَالحِرْمَانُ، وَالدَّهْرُ: هُوَ تَعَاقُبُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.

وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ؛ فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا».

وفي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ».

وفي رِوَايَةٍ لَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ».

وبناء على ذلك:

فَلَمْ يَرِدِ النَّهْيُ عَنْ سَبِّ الزَّمَانِ، وَإِنَّمَا وَرَدَ النَّهْيُ عَنْ سَبِّ الدَّهْرِ، وَالدَّهْرُ هُوَ الزَّمَانُ، وَكَانَتِ العَرَبُ تَسُبُّ الدَّهْرَ عِنْدَ النَّوَازِلِ وَالحَوَادِثِ وَالمَصَائِبِ النَّازِلَةِ لَهَا مِنْ مَوْتٍ أَو هَرَمٍ أَو تَلَفِ مَالٍ أَو غَيْرِ ذَلِكَ، فَيَقُولُونَ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ.

فَنُهِيَتِ الأُمَّةُ عَنْ سَبِّ الدَّهْرِ، لِأَنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ، أَيْ: لَا تَسُبُّوا فَاعِلَ النَّوَازِلِ، فَإِنَّكُمْ إِذَا سَبَبْتُمْ فَاعِلَهَا وَقَعَ السَّبُّ على اللهِ تعالى وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، لِأَنَّهُ فَاعِلُهَا وَمُنْزِلُهَا.

وَأَمَّا الدَّهْرُ الذي هُوَ الزَّمَانُ فَلَا فِعْلَ لَهُ، بَلْ هُوَ مَخْلُوقٌ مِنْ جُمْلَةِ خَلْقِ اللهِ تعالى.

وَمَعْنَى: «فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ» أَيْ: فَاعِلُ النَّوَازِلِ وَالحَوَادِثِ وَخَالِقُ الكَائِنَاتِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1434 مشاهدة