أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

879 - اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه, هل يجوز هذا القول؟

19-02-2008 15984 مشاهدة
 السؤال :
لقد سمعت من بعض الأئمة يدعو الله عز وجل ويقول: اللهم إني لا أسألك ردَّ القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، ونحن نعلم بأن الدعاء سبب لردِّ البلاء، وأن الدعاء والبلاء يعتلجان، كما ورد في الحديث: (وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة) [رواه الحاكم والطبراني] فهل هذا الدعاء الذي دعا به الإمام صحيح؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 879
 2008-02-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإنه مما لا شك فيه بأن الدعاء عبادة، وله أثر بالغ وفائدة عظيمة، فكم من محنة رُفعت بالدعاء، وكم من مصيبة كشفها الله تعالى بالدعاء، ومن ترك الدعاء سدَّ على نفسه أبواباً كثيرة من الخير.

ولكن من المعلوم بأن القضاء على نوعين:

الأول: قضاء مُبْرَم، والثاني: قضاء معلَّق.

فمن القضاء المبرم على سبيل المثال: الموت، فلو سأل العبد الله تعالى صباحاً ومساءً وتوسَّل إليه بأسمائه الحسنى في أن لا يميته مولانا، ما استُجيب هذا الدعاء، لأن القضاء بالموت مُبْرَم لا يرفع، فإذا قلنا في الدعاء: اللهم إنا لا نسألك رد القضاء، ولكن نسألك اللطف فيه، فالمقصود بالقضاء هنا القضاء المُبْرَم الذي لا يرد، وأما الذي يردُّ بالدعاء فهو المعلَّق.

وبناء على ذلك:

فلا حرج من هذا الدعاء، طالما أن المقصود منه أن يلطف الله بنا في القضاء المبرم، وكذلك نسأل الله تعالى أن يلطف بنا في كلِّ قضاء قضاه لنا، إن كان مُبْرَماً وإن كان مُعَلَّقاً. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
15984 مشاهدة