أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6705 - {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً}

04-02-2015 3437 مشاهدة
 السؤال :
ما هو تفسير قول الله تعالى: {وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6705
 2015-02-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقُولُ ابنُ كَثِيرٍ في تَفسِيرِهِ عِندَ قَولِهِ تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾: يَقُولُ تعالى إخباراً عَن اليَهُودِ فِيمَا نَقَلُوهُ وادَّعَوهُ لأَنفُسِهِم، من أَنَّهُم لَن تَمَسَّهُمُ النَّارُ إلا أَيَّامَاً مَعْدُودَةً، ثمَّ يَنجُونَ مِنهَا، فَرَدَّ اللهُ عَلَيهِم ذلكَ بِقَولِهِ: ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً﴾ أي: بذلكَ؟ فإن كَانَ قَد وَقَعَ عَهْدٌ فَهُوَ لا يُخْلِفُ عَهْدَهُ.

ولكنَّ هذا مَا جَرَى ولا كَانَ، ولهذا أَتَى (بِأَمْ) التي بِمَعنَى: بَل، أي: بَل تَقُولُونَ على اللهِ مَا لا تَعلَمُونَ من الكَذِبِ والافتِرَاءِ عَلَيهِ.

وبناء على ذلك:

فمن غَبَاءِ اليَهُودِ أَنَّهُم قَالُوا: ﴿لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً﴾ لأنَّ المَسَّ لا يَستَغرِقُ إلا لَحْظَةً وَاحِدَةً، ولكِنَّها أَمانِيُّ شَيطَانِيَّةٌ أُلقِيَتْ في خَلَدِهِم، فَرَبُّنَا عزَّ وجلَّ رَدَّ عَلَيهِم بِقَولِهِ: ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللهُ عَهْدَهُ﴾. أي: إذا كَانَ هذا وَعْدَاً من اللهِ، فاللهُ تعالى لا يُخْلِفُ المِيعَادَ، وكَذَّبَهُم بِقَولِهِ: ﴿أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾. أي: بَل تَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ.

 

ثمَّ بَيَّنَ بِقَولِهِ تعالى: ﴿بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾. أي: لَيسَ الأَمْرُ كَمَا تَمَنَّيتُم ولا كَمَا تَشتَهُونَ، بَل الأَمْرُ أَنَّهُ من عَمِلَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُه، ومَاتَ على ذلكَ، ولَيسَ لَهُ حَسَنَةٌ مَبْنِيَّةٌ على الإِيمَانِ باللهِ ورَسُولِهِ، فهذا من أَهلِ النَّارِ الخَالِدِينَ فِيهَا؛ أَجَارَنَا اللهُ من ذلكَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3437 مشاهدة