أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4886 - تطلب زوجته منه أن يحلق لحيته

11-02-2012 39614 مشاهدة
 السؤال :
زوجتي تلحُّ عليَّ كثيراً أن أحلق لحيتي، زاعمة بأن من حقها أن أتزيَّن لها، وهي لا ترى اللحية جميلة على الرجل، فهل هذا من حقِّها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4886
 2012-02-11

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (جُزُّوا الشَّوَارِبَ، وَأَرْخُوا اللِّحَى، خَالِفُوا المَجُوسَ). وفي رواية عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: (خَالِفُوا المُشْرِكِينَ، أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَوْفُوا اللِّحَى). وفي رواية عن ابن عمر رضي الله عنهما، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ  (أَنَّهُ أَمَرَ بِإِحْفَاءِ الشَّوَارِبِ وَإِعْفَاءِ اللِّحْيَةِ). وفي رواية عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: (أَحْفُوا الشَّوَارِبَ، وَأَعْفُوا اللِّحَى).

ثانياً: من صفات المؤمنين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أما المنافقون فوصفهم على العكس من ذلك، قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ} [آل عمران: 110]، وقال تعالى: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ} [التوبة: 67].

وبناء على ذلك:

فالمطلوب من الرجل المسلم إعفاءُ لحيته، ويحرم عليه حلقها؛ لأنَّ حلق اللحية من عادة المجوس، ولا يجوز للمرأة أن تطلب من زوجها حلق لحيته، لأنها تدخل في باب الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، وهذا ليس من وصف المؤمنين، بل من وصف المنافقين، ولا يليق بالمرأة المسلمة أن تتَّصف بصفاتهم.

وإن زينة الرجل بلحيته، كما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها: (مَلائِكَة السَّمَاء يَسْتَغْفِرُونَ لذوائب النِّسَاء ولحى الرِّجَال يَقُولُونَ: سُبْحَانَ الله الَّذِي زين الرِّجَال باللحى وَالنِّسَاء بالذوائب) أخرجه الديلمي في مسند الفردوس.

فعلى زوجتك أن تتوب إلى الله تعالى، وأن تستغفره من ذلك، ولا طاعة لها عليك في هذا، لأن ذلك ليس من حقها.

ولكن أنصحك بالاعتناء بلحيتك، وعدم إهمالها، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (مَنْ كَانَ لَهُ شَعْرٌ فَلْيُكْرِمْهُ) رواه أبو داود. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
39614 مشاهدة