أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1648 - ما حكم حضرة الذكر؟

28-12-2008 53094 مشاهدة
 السؤال :
حكم الحضرة التي يقوم بها أهل التصوف كما أعلم جائز، ولكن أريد أن أعلم تحت أي إطار تندرج سنة أم بدعة حسنة أريد الجواب بالتفصيل.
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1648
 2008-12-28

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإن الاجتماع على ذكر الله تعالى جماعة أمر حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم بأحاديث متعددة، من جملتها:

عنْ أبي هريرة وأَبي سعيدٍ الخدري رضِي اللَّه عنْهُمَا قالا: قَالَ رسُولُ الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يذْكُرُونَ الله إِلاَّ حفَّتْهُمُ الملائِكة، وغشِيتهُمُ الرَّحْمةُ، ونَزَلَتْ علَيْهِمْ السَّكِينَة، وذكَرَهُم اللَّه فِيمن عِنْدَهُ) رواه مسلم .

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا) قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: (حِلَقُ الذِّكْرِ) رواه الترمذي.

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ الله لا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلا وَجْهَهُ إِلا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ) رواه أحمد.

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (يَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: سَيُعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ الْيَوْمَ مِنْ أَهْلِ الْكَرَمِ) فَقِيلَ: وَمَنْ أَهْلُ الْكَرَمِ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: (أَهْلُ الذِّكْرِ فِي الْمَسَاجِدِ) رواه أحمد.

وهذا ما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كما يروي الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: (خَرَجَ مُعَاوِيَةُ عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ: مَا أَجْلَسَكُمْ؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ الله، قَالَ: آلله مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَاكَ؟ قَالُوا: وَالله مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَاكَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: (مَا أَجْلَسَكُمْ)؟ قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ الله وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِسْلَامِ وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا، قَالَ: (آلله مَا أَجْلَسَكُمْ إِلا ذَاكَ)؟ قَالُوا: وَالله مَا أَجْلَسَنَا إِلا ذَاكَ، قَالَ: (أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلائِكَةَ) إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة.

ويقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: يستحب الجلوس في حلق الذكر. اهـ. من كتاب الفتوحات الربانية.

وعن الإمام أحمد: لو اجتمع القوم لقراءة القرآن ودعاء وذكر، فعنه أنه قال: وأي شيء أحسن منه؟ من كتاب الفتوحات الربانية.

وكل ذلك مقيد بعدم وجود المنكرات في هذه المجالس. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
53094 مشاهدة