أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6167 - الاستعانة بالجن

19-02-2014 22747 مشاهدة
 السؤال :
رجل فقد مبلغاً كبيراً من المال، ولم يعرف الآخذ، فهل يجوز له أن يستعين بأهل الخبرة الذين يتعاملون مع الجن؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6167
 2014-02-19

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَقولُ اللهُ تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً﴾. ويَقولُ تعالى: ﴿وَيَوْمَ يِحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِيَ أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاء اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليم﴾.

ومَعنى اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ: يَعني أنَّ بَعضَ الإنسِ عَظَّموا الجِنَّ وخَضَعوا لَهُم واستَعاذوا بهِم، والجِنُّ خَدَموهُم بما يُريدونَ، وأحضَروا لَهُم ما يَطلُبونَ.

وروى الإمام مسلم عَنْ صَفِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، عن النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَتَى عَرَّافاً فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً».

وروى الإمام أحمد عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَتَى حَائِضاً أَو امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ كَاهِناً فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».

والعَرَّافُ: هوَ الذي يَدَّعي عِلْمَ الغَيْبِ، والكَاهِنُ كالعَرَّافِ، إلا أنَّ العَرَّافَ يُخبِرُ بالأحوالِ المُستَقبَلِيَّةِ، والكَاهِنُ يُخبِرُ بالأحوالِ الماضِيَةِ.

وبناء على ذلك:

فلا يَجوزُ الذَّهابُ إلى هؤلاءِ الذينَ يَتَعامَلونَ مَعَ الجِنِّ، لأنَّهُم من جُملَةِ العَرَّافينَ والكَاهِنينَ، والذَّهابُ إلَيهِم حَرامٌ، وتَصديقُهُم كُفرٌ بما أُنزِلَ على سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

ولا يَجوزُ اتِّهامُ أحَدٍ بأنَّهُ هوَ السَّارِقُ بِناءً على قَولِهِم، لأنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقولُ: «الْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي، وَالْيَمِينُ عَلَى الْمُدَّعَى عَلَيْهِ» رواه الترمذي عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللهُ عنهُم.

فإذا شَكَّ الرَّجُلُ بأحَدٍ أنَّهُ هوَ الذي أخَذَ مالَهُ فَعَلَيهِ بالبَيِّنَةِ، وإلا بِيَمينِ الذي أنكَرَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
22747 مشاهدة