5ـ الإنسان في القرآن العظيم : فضل هبة من الله تعالى للإنسان العقل

5ـ الإنسان في القرآن العظيم : فضل هبة من الله تعالى للإنسان العقل

 

الإنسان في القرآن العظيم

5ـ أفضل هبة من الله تعالى للإنسان العقل

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: العَقْلُ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ أَجَلِّ النِّعَمِ التي وَهَبَهَا اللهُ تعالى لِلْإِنْسَانِ، بِهَذِهِ النِّعْمَةِ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ مَا حَوْلَهُ، وَيُعَرِّفُ غَيْرَهُ على كُلِّ مَا يَعْرِفُهُ؛ بِخِلَافِ سَائِرِ المَخْلُوقَاتِ.

بِنِعْمَةِ العَقْلِ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ مَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَهُ أَو يَجْتَنِبَهُ، وَبِهِ يَعْرِفُ المَرْءُ نَفْسَهُ، وَيَعْرِفُ رَبَّهُ، وَيُبْصِرُ طَرِيقَهُ، وَيَبْنِي العَلَاقَاتِ الوَطِيدَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الآخَرِينَ، وَيَعْقِدُ الصِّلَاتِ الحَمِيمَةَ مَعَ مَنْ حَوْلَهُ، وَبِهِ يَتَّعِظُ بِالآخَرِينَ.

الإِنْسَانُ العَاقِلُ هُوَ إِنْسَانٌ حَاضِرُ العَقْلِ وَاللُّبِّ، فَلَا يَطِيشُ إِذَا طَاشَ النَّاسُ، وَلَا يَضِلُّ إِذَا ضَلَّ النَّاسُ، وَيَكُونُ حَرِيصَاً على نَفْسِهِ وَعلى مَنْ يَلُوذُ بِهِ.

الإِنْسَانُ العَاقِلُ هُوَ الذي يَتَفَاعَلُ مَعَ آيَاتِ اللهِ تعالى وَيَعِيهَا، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ﴾.

العَاقلُ هُوَ مَنْ عَرَفَ نِعْمَةَ اللهِ تعالى عَلَيْهِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: العَاقِلُ هُوَ الذي يَلْتَفِتُ إلى نِعْمَةِ اللهِ تعالى عَلَيْهِ، وَمِنْ أَعْظَمِهَا وَأَهَمِّهَا نِعْمَةُ العَقْلِ، فَيَنتَفِعُ بِهَذِهِ النِّعْمَةِ في إِصْلَاحِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، وَلَقَدْ مَدَحَ اللهُ تعالى مَنِ انْتَفَعَ بِنِعْمَةِ العَقْلِ، فَكَانَ إِنْسَانَاً سَوِيَّاً كَمَا أَرَادَ اللهُ تعالى.

قَالَ تعالى: ﴿يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرَاً كَثِيرَاً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.

وَقَالَ تعالى: ﴿قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَلَقَدْ ذَمَّ اللهُ تعالى الأَقْوَامَ الذينَ عَطَّلُوا عُقُولَهُمْ، وَاسْتَخْدَمُوهَا في خَسَارَةِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، قَالَ تعالى في حَقِّهِمْ: ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾.

العَاقِلُ هُوَ مَنِ انْقَادَ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ لِيُحَقِّقَ لِنَفْسِهِ سَعَادَةَ الدَّارَيْنِ، وَالأَحْمَقُ هُوَ مَنْ نَبَذَ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَخَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ، وَرَحِمَ اللهُ تعالى ابْنَ عَطَاءٍ الذي قَالَ: إِلَهِي مَاذَا وَجَدَ مَنْ فَقَدَكَ، وَمَاذَا فَقَدَ مَنْ وَجَدَكَ.

أَفْضَلُ هِبَةٍ مِنَ اللهِ تعالى لِلْإِنْسَانِ العَقْلُ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: أَفْضَلُ مَا وَهَبَ اللهُ تعالى للإِنْسَانِ العَقْلُ، لِأَنَّهُ بِالعَقْلِ تَعَرَّفَ على حَقَائِقِ الأُمُورِ، وَبِهِ يَمْتَازُ الإِنْسَانُ عَنِ الحَيَوَانِ، فَإِذَا تَمَّ في الإِنْسَانِ سُمِّيَ عَاقِلَاً، وَخَرَجَ بِهِ إلى حَدِّ الكَمَالِ.

قِيلَ لابْنِ المُبَارَكِ: مَا خَيْرُ مَا أُعْطِيَ الرَّجُلُ؟

قَالَ: غَرِيْزَةُ عَقْلٍ فِيهِ.

قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟

قَالَ: أَدَبٌ حَسَنٌ.

قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟

قَالَ: أَخٌ صَالِحٌ يَسْتَشِيْرُهُ.

قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟

قَالَ: صَمْتٌ طَوِيْلٌ.

قِيلَ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ؟

قَالَ: مَوْتٌ عَاجِلٌ.

وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:

وَأَفْضَلُ قَـسْـمِ اللهِ لِلْـمَرْءِ عَقْـلُهُ   ***   فَلَيْسَ مِنَ الخَيْرَاتِ شَيْءٌ يُقَارِبُهْ

إذَا أَكْـمَـلَ الرَّحْمَنُ لِلْـمَرْءِ عَـقْلَهُ   ***   فَـقَـدْ كَـمُـلَـتْ أَخْلَاقُهُ وَمَآرِبُهْ

يَعِيشُ الْفَتَى بِالْعَقْلِ فِي النَّاسِ إنَّهُ   ***   عَلَى الْعَقْلِ يَجْرِي عِلْمُهُ وَتَجَارِبُهْ

وَرَحِمَ اللهُ تعالى مَنْ قَالَ:

إِذَا تَمَّ عَقْلُ المَرْءِ تَمَّتْ أُمُورُهُ   ***   وَتَـمَّـتْ أَمَـانِيهِ وَتَمَّ بِـنَـاؤُهُ

فَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَقْلٌ تَبَيَّنَ نَقْصُهُ   ***   وَلَوْ كَانَ ذَا مَالٍ كَثِيرَاً عَطَاؤُهُ

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: يَقُولُ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: لَقَدْ سَبَقَ إِلَى جَنَّاتِ عَدْنٍ أَقْوَامٌ مَا كَانُوا بِأَكْثَرِ النَّاسِ صَلَاةً وَلَا صِيَامَاً وَلَا حَجَّاً وَلَا اعْتِمَارَاً، وَلَكِنَّهُمْ عَقَلُوا عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَوَاعِظَهُ، فَوَجِلَتْ مِنْهُمْ قُلُوبُهُمْ، وَاطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النُّفُوسُ، وَخَشِعَتْ مِنْهُمُ الْجَوَارِحُ، فَفَاقُوا الْخَلِيقَةَ بِطِيبِ الْـمَنْزِلَةِ وَحُسْنِ الدَّرَجَةِ عِنْدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَعِنْدَ اللهِ فِي الآخِرَةِ. كنز العمال.

وَيَقُولُ سَيِّدُنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: لَيْسَ الْعَاقِلُ الَّذِي يَعْرِفُ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ، إِنَّمَا الْعَاقِلُ إِذَا رَأَى الْخَيْرَ اتَّبَعَهُ، وَإِذَا رَأَى الشَّرَّ اجْتَنَبَهُ. رواه البيهقي.

وروى البيهقي عَنْ قُرَّةَ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ رُزِقَ لُبَّاً».

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: بِنِعْمَةِ العَقْلِ التي وَهَبَهَا اللهُ تعالى للإِنْسَانِ صَارَ حَسَنَ السَّمْتِ (الهَيْئَةِ) طَوِيلَ الصَّمْتِ، مُمْتَثِلَاً أَمرَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرَاً أَوْ لِيَصْمُتْ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

بِنِعْمَةِ العَقْلِ تَحَلَّى العَاقِلُ بِأَخْلَاقِ الأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، وَبِأَخْلَاقِ الأَوْلِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ، فَكَانَ صَالِحَاً وَمُصْلِحَاً، وَإلا كَانَ الإِنْسَانُ مِنْ جُمْلَةِ الأَشْقِيَاءِ الذينَ خَسِرُوا الدِّينَ وَالدُّنْيَا، وَهَوَى في الحَضِيضِ، فَانْطَبَقَ عَلَيْهِ قَوْلُ اللهِ تعالى: ﴿أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾. وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾. وَقَوْلُهُ تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارَاً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا نِعْمَةَ العَقْلِ، وَاجْعَلْهَا نِعْمَةً تَامَّةً كَامِلَةً نَنْتَفِعُ بِهَا لِصَلَاحِ دِينِنَا وَدُنْيَانَا. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأربعاء: 25/ محرم /1438هـ، الموافق: 26/ تشرين الأول / 2016م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  الإنسان في القرآن العظيم

08-11-2018 2664 مشاهدة
37ـ الإنسان في القرآن العظيم : ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ﴾

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَحْرِفُ طَرِيقَ العَبْدِ عَنْ نَهْجِ الاسْتِقَامَةِ عَلَى مَنْهَجِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى هُوَ مَا رُكِّبَ في الإِنْسَانِ مِنْ شَهَوَاتٍ، حَيْتُ تَكُونُ سَبَبَاً في انْحِرَافِهِ إِذَا اسْتَوْلَتِ الشَّهَوَاتُ عَلَيْهِ. ... المزيد

 08-11-2018
 
 2664
31-10-2018 3062 مشاهدة
36ـالإنسان في القرآن العظيم: أهمية تزكية النفس

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ إِنَّ فَلَاحَ العَبْدِ وَنَجَاحَهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ هُوَ مَطْلَبُ العَامِلِينَ، وَلَا يَكُونُ هَذَا إِلَّا بِتَزْكِيَةِ النَّفْسِ وَتَرْبِيَتِهَا وَتَطْهِيرِهَا، وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ تعالى لَنَا ... المزيد

 31-10-2018
 
 3062
02-08-2018 2035 مشاهدة
34ـالإنسان في القرآن العظيم : ﴿فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ﴾ (2)

نَحْنُ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنيَا مُسَافِرُونَ مِنْهَا، كَمَا قَالَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ ... المزيد

 02-08-2018
 
 2035
11-07-2018 2675 مشاهدة
33ـ الإنسان في القرآن العظيم :﴿فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ﴾

إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدَاً مِنْ عِبَادِهِ أَلْهَمَهُ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الفَوَاحِشِ وَالمُنْكَرَاتِ، وَحَبَّبَ إلى قَلْبِهِ الإِيمَانَ وَالبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ، وَأَلْهَمَهُ الإِكْثَارَ مِنْ دُعَاءِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ ... المزيد

 11-07-2018
 
 2675
04-04-2018 3716 مشاهدة
32ـ الإنسان في القرآن العظيم :يا أيها العبد المذنب الخطاء

مِنْ أَعْظَمِ الخُسْرَانِ الذي يَقَعُ فِيهِ العَبْدُ إِصْرَارُهُ عَلَى الذَّنْبِ، وَمُكَابَرَتُهُ، وَعِنَادُهُ، وَتَبْرِيرُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ المَوْتُ ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ عَلَى تِلْكَ الحَالَةِ. ... المزيد

 04-04-2018
 
 3716
28-03-2018 2992 مشاهدة
31ـالإنسان في القرآن العظيم : إلى متى نبقى في العصيان؟

لَو أَنَّ الأَمْرَ كَانَ يَنْتَهِي بِالمَوْتِ لَكَانَ هَيِّنَاً وَسَهْلَاً، وَلَكِنْ مَعَ شِدَّتِهِ وَهَوْلِهِ هُوَ أَهْوَنُ مِمَّا بَعْدَ المَوْتِ، فَالقَبْرُ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ، أَو رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَلَو كَانَ ... المزيد

 28-03-2018
 
 2992

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3153
المكتبة الصوتية 4762
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411961032
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :