331ـ خطبة الجمعة: المنح بعد محنة الطائف

331ـ خطبة الجمعة: المنح بعد محنة الطائف

 

 مقدمة الخطبة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيا عِبادَ الله، كُلَّما عَظُمَ الإيمانُ في قَلبِ العَبدِ، واستَقامَت جَوارِحُهُ على طَاعَةِ الله تعالى كُلَّما اشتَدَّ ابتِلاؤُهُ، ومِن هذا المُنطَلَقِ كَانَ الأنبياءُ عليهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ أشَدَّ النَّاسِ بَلاءً، ثمَّ الصَّالِحونَ ثمَّ الأمثَلُ فالأمثَلُ.

وكُلَّما عَظُمَتِ الشَّدائِدُ والمِحَنُ على العَبدِ المُؤمنِ كُلَّما عَظُمَتِ الشَّدَّةُ إلى الله تعالى، وعَظُمَتِ المِنَحُ من الله تعالى، فالمِنَحُ على مِقدَارِ المِحَنِ، بَل هِيَ أَعظَمُ.

المِنَحُ بعدَ مِحنَةِ الطَّائِفِ:

أيُّها الإخوة الكرام: لقد مَرَّ على سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من المِحَنِ مَا لا يَعلَمُها إلا اللهُ تعالى، وكانَ ابتِداءُ ذلكَ من قولِ أبي لَهَبٍ: تَبَّاً لَكَ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا. رواه الشيخان عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهُما. إلى قولِ أهلِ ثَقيفٍ في العامِ العاشِرِ من البِعثَةِ.

حيثُ قالَ لهُ عبد ياليل: أنَّهُ سَيَمْرُطُ ـ سَيُمَزِّقُ ـ ثِيَابَ الْكَعْبَةِ إنْ كَانَ اللهُ أرسَلَهُ.

وقالَ لهُ مسعودٌ: أَمَا وَجَدَ اللهُ أَحَداً يُرْسِلُهُ غَيْرَك.

وقالَ لهُ حبيبٌ: والله لَا أُكَلّمُك أَبَداً، لَئِنْ كُنْتَ رَسُولاً مِنْ الله كَمَا تَقُولُ لَأَنْتَ أَعْظَمُ خَطَراً مِنْ أَنْ أَرُدَّ عَلَيْك الْكَلَامَ، وَلَئِنْ كُنْتَ تَكْذِبُ عَلَى الله مَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أُكَلّمَكَ.

ولكن بعدَ هذهِ المِحَنِ القاسِيَةِ التي دامَت عشرَ سَنَواتٍ، جاءَتِ المِنَحُ من الله تعالى لسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فمن هذهِ المِنَحِ بعدَ مِحنَةِ الطَّائِفِ:

أولاً: الشَّدَّةُ إلى الله تعالى:

أيُّها الإخوة الكرام: الشَّدائِدُ تَشُدُّ العَبدَ إلى الله تعالى حتَّى تُوقِفَهُ على بَابِهِ، ويَتَحَقَّقَ بِذُلِّ العُبودِيَّةِ لله سُبحانَهُ وتعالى، وحتَّى لا يَكونَ هَمُّهُ إلا رِضا الله تعالى.

وهذا ما كانَ بعدَ مِحنَةِ الطَّائِفِ، لَقَد وَقَفَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ على بَابِ مولاهُ، وتَحَقَّقَ بالعُبودِيَّةِ المُطلَقَةِ، وأظهَرَ أنَّ هَمَّهُ رِضَا الله تعالى لا غَيرَ، فقالَ كَلِماتٍ نَبَعَت من قَلبٍ صَادِقٍ يَتَأَثَّرُ بها كُلُّ إنسَانٍ مُؤمنٍ عندما يَسمَعُها: «اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ رَبُّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَأَنْتَ رَبِّي، إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ إِلَى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي، أَمْ إِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي؟ إنْ لَمْ يَكُنْ بِكَ غَضَبٌ عَلَيَّ فَلَا أُبَالِي، غَيْرَ أَنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ، وَصَلَحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مِنْ أن يَحِلَّ عَلَيَّ غَضَبُكَ، أَوْ يَنْزِلَ بِي سَخَطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ» رواه الطبراني في الدعاء عن عبد الله بن جعفر رَضِيَ اللهُ عنهُ.

أيُّها الإخوة الكرام: إن لم يَكُن في الشَّدائِدِ مِنَحٌ إلَّا هَذِهِ الشَّدَّةَ إلى الله تعالى، فإنَّها تَكفي العَبدَ المُؤمنَ، ولنَتَسَاءَلْ معَ أنفُسِنا هل هذهِ الشِّدَّةُ التي تَمُرُّ علينا شَدَّتنا إلى الله تعالى، وجَعَلَتنا نَقُولُ كَمَا قالَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى»؟

فإنْ أوقَفَتنا هذهِ الشَّدائِدُ على بَابِ مَولَانَا سَائِلينَ رِضاهُ، فَوَالله لإنَّها من جُملةِ نِعَمِ الله تعالى الكُبرى علينا.

ثانياً: اِطمِئنانُ قَلبِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بأنَّ اللهَ تعالى رَاضٍ عنهُ:

أيُّها الإخوة الكرام: من المِنَحِ بعدَ مِحنَةِ الطَّائِفِ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ ازدادَ اطمِئناناً بأنَّ اللهَ تعالى رَاضٍ عنهُ، وذلكَ من خِلالِ ما قَالَهُ جِبريلُ عليه السَّلامُ لسيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ.

قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ»

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً» رواه الشيخان عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.

أيُّها الإخوة الكرام: إِرسَالُ سيِّدِنا جِبريلَ عليه السَّلامُ معَ مَلَكِ الجِبالِ جَعَلَ في قَلبِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ اطمِئناناً بِرِضا الله تعالى عنهُ، ولئن سَألتَ: إن كانَ ربُّنا عزَّ وجلَّ رَاضِياً عنهُ، فَلِمَاذا المِحَنُ؟

الجوابُ على ذلكَ: لِحِكمَةٍ يُريدُها اللهُ تعالى، ولأنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هوَ القُدوَةُ للنَّاسِ جَمِيعَاً، ولأنَّ اللهَ تعالى لا يُسألُ عمَّا يَفعَلُ وهُم يُسأَلُونَ، فالعَبدُ عَبدٌ، والرَّبُّ رَبٌّ، ولا يَسَعُ العَبدَ المؤمنَ إلا الرِّضَا عَنِ الله تعالى فيما قَضى وقَدَّرَ.

ثالثاً: قُبِّلَتِ القَدَمانِ الشَّريفَتانِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من المِنَحِ بعدَ مِحنَةِ الطَّائِفِ، أنَّ القَدَمَينِ الشَّريفَتَينِ اللَّتَينِ أُدْمِيَتَا في سَبيلِ الله، وما عَرَفَ قَدْرَهُما أَهلُ الطَّائِفِ، أَرسَلَ اللهُ تعالى من يُقَبِّلُ هَاتَينِ القَدَمَينِ الشَّريفَتَينِ.

عندما خَرَجَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ من الطَّائِفِ، دَخَلَ بُستانَ ابنَي ربيعَةَ، وهنا أرسلا غُلاماً لهُما يُقالُ له: عَدَّاس، بِقِطفٍ من عِنَبٍ، قَالَا لَهُ: خُذْ قِطْفاً مِنْ هَذَا الْعِنَبِ فَضَعْهُ فِي هَذَا الطَّبَقِ، ثُمَّ اذْهَبْ بِهِ إلَى ذَلِكَ الرّجُلِ فَقُلْ لَهُ يَأْكُلُ مِنْهُ.

فَفَعَلَ عَدَّاسٌ، ثُمّ أَقْبَلَ بِهِ حَتَّى وَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، ثُمّ قَالَ لَهُ: كُلْ.

فَلَمّا وَضَعَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِيهِ يَدَهُ قَالَ: «بِاسْمِ الله» ثُمَّ أَكَلَ.

فَنَظَرَ عَدَّاسٌ فِي وَجْهِهِ، ثُمّ قَالَ: والله إنَّ هَذَا الْكَلَامَ مَا يَقُولُهُ أَهْلُ هَذِهِ الْبِلَادِ.

فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمِنْ أَهْلِ أَيِّ الْبِلَادِ أَنْتَ يَا عَدَّاسُ؟ وَمَا دِينُك؟».

قَالَ:: نَصْرَانِيٌّ، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ نِينَوَى.

فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مِنْ قَرْيَةِ الرّجُلِ الصّالِحِ يُونُسَ بْنِ مَتَّى».

فَقَالَ لَهُ عَدَّاسٌ: وَمَا يُدْرِيك مَا يُونُسُ بْنُ مَتَّى؟

فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ذَاكَ أَخِي، كَانَ نَبِيَّاً وَأَنَا نَبِيٌّ».

فَأَكَبَّ عَدَّاسٌ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُقَبّلُ رَأْسَهُ وَيَدَيْهِ وَقَدَمَيْهِ. رواه الحافظ ابن عساكر عَنْ عَبْدِ الله بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

رابعاً: استِماعُ نَفَرٍ من الجِنِّ للقُرآنِ العَظيمِ:

أيُّها الإخوة الكرام: من المِنَحِ بعدَ مِحنَةِ الطَّائِفِ، أن أرسَلَ اللهُ تعالى إلى سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَفَراً من الجِنِّ يَستَمِعونَ القُرآنَ العَظيمَ، فَلَئِن كانَ أهلُ مكَّةَ وأهلُ الطَّائِفِ أبَوا أن يَسمَعوا القُرآنَ العَظيمَ، وأن يُؤمِنوا به، فإنَّ لله جُنوداً لا يَعلَمُها إلا هُو، فَأرسَلَ نَفَراً من الجِنِّ، قال تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ الله فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾.

أيُّها الإخوة الكرام: تَنَبَّهوا إلى قولِ الجِنِّ لِبَعضِهِمُ البعضِ عندما يَسمَعونَ القُرآنَ العَظيمَ: ﴿فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا﴾. فهل عالَمُ الإنسِ الذينَ أمَرَهُمُ اللهُ تعالى بِقَولِهِ: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾.  يَسمَعونَ ويُنصِتونَ عِندَ تِلاوَةِ القُرآنِ العَظيم؟

وتَنَبَّهوا كذلكَ إلى قَولِ الجِنِّ لِقَومِهِم: ﴿وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِيَ الله فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ﴾. فهل عَرَفَ المُعرِضونَ عن كِتابِ الله تعالى بأنَّهُم غيرُ مُعجِزينَ لله تعالى؟ على المُعرِضِ أن لا يَغتَرَّ بإمهالِ الله تعالى له، فَإذا أَرَادَ اللهُ تعالى أخْذَهُ، أخَذَهُ أَخْذَ عَزيزٍ مُقتَدِرٍ.

نَعَم، لَقَد اطمَأنَّ قَلبُ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إلى هذا النَّصرِ الغَيبِيِّ من الله تعالى له، كما قال تعالى في سورةِ الجِنِّ: ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً * وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً * وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى الله شَطَطاً * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى الله كَذِباً * وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً * وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً * وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً * وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً * وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً * وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعْجِزَ اللهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً﴾.

فيا أيَّتُها الأمَّةُ المَظلومَةُ المَقهورَةُ ما دُمتِ مُلتَزِمَةً كِتابَ الله تعالى فلا تَخافِي ولا تَحزَنِي، فإنَّ الظَّالِمَ لن يُعجِزَ اللهَ تعالى في الأرضِ، ولن يَستَطيعَ الهَرَبَ من بينِ يَديِ الله تعالى.

خامساً: الإسراءُ والمِعراجُ:

أيُّها الإخوة الكرام: من المِنَحِ بعدَ مِحنَةِ الطَّائِفِ، أن أكرَمَ اللهُ تعالى رسولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِمُعجِزَةِ الإسراءِ والمِعراجِ، وقبلَ هذهِ المُعجِزَةِ شُقَّ صَدْرُهُ الشَّريفُ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري عَنْ مَالِكِ بن صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: « بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ ـ وَذَكَرَ يَعْنِي رَجُلاً بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ ـ فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَشُقَّ مِنْ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ ثُمَّ غُسِلَ الْبَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَاناً».

بعدَ شَقِّ صَدْرِهِ الشَّريفِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، أسْرِيَ به إلى المسجِدِ الأقصى، وهُناكَ            قُدِّمَ للصَّلاةِ بالأنبياءِ والمرسَلينَ جميعاً، فَصَلَّى بِهِم رَكعَتَينِ، وفي ذلكَ إشارَةٌ بأنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هوَ الوارِثُ الوَحيدُ لِجَميعِ الأنبياءِ والمرسَلينَ، وأنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ خاتَمُ الأنبياءِ والمرسَلينَ عليهِمُ الصَّلاةُ والسَّلامُ.

ثمَّ عُرِجَ به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إلى السَّماواتِ العُلا، فَرَأى في السَّماءِ الأولى سيِّدَنا آدمَ عليه السَّلامُ، وفي الثَّانِيَةِ رَأَى ابنَي الخَالَةِ سيِّدَنا يَحيَى بنَ زكريَّا وعِيسَى عليهم السَّلامُ، وفي الثَّالِثَةِ رَأَى سيِّدَنا يُوسُفَ عليه السَّلامُ، وفي الرَّابِعَةِ رأى سيِّدَنا إِدريسَ عليهِ السَّلامُ، وفي الخامِسَةِ رأى سيِّدَنا هَارونَ عليه السَّلامُ، وفي السَّادِسَةِ رأى سيِّدَنا مُوسَى عليهِ السَّلامُ.

وفي السَّماءِ السَّابِعَةِ رَأى خَليلَ الرَّحمنِ سيِّدَنا إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ، فَتَقَدَّمَ منهُ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وسَلَّمَ عليهِ، فَرَدَّ عليهِ السَّلامَ: مَرْحَبًا بِالِابْنِ الصَّالِحِ وَالنَّبِيِّ الصَّالِحِ. رواه الإمام البخاري عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.

وقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ، عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ الله، وَالْحَمْدُ لله، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، واللهُ أَكْبَرُ. رواه الترمذي عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

أيُّها الإخوة الكرام: على سيِّدِنا إبراهيمَ السَّلامُ، وعلى نَبِيِّنا أفضَلُ الصَّلاةِ وأتَمُّ التَّسليمِ، وجَزى اللهُ تعالى سيِّدَنا إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ خيرَ الجَزاءِ على هذا السَّلامِ المُبارَكِ، وهذهِ الوصِيَّةِ، التي أسألُ اللهَ تعالى أن يُوَفِّقَنا للعَمَلِ بها، ألا وهيَ كَثرَةُ التَّسبيحِ والتَّحميدِ والتَّهليلِ والتَّكبيرِ لله تعالى. آمين.

ثمَّ بعدَ أن التقى بِسيِّدِنا إبراهيمَ عليهِ السَّلامُ، عُرِجَ به صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ حتَّى وَصَلَ إلى سِدرَةِ المنتهى، ثمَّ عُرِجَ به إلى مكانٍ سَمِعَ به صَريفَ الأقلامِ، ثمَّ عُرِجَ به حتَّى دَنَى فَتَدَلَّى فَكانَ قَابَ قَوسَينِ أو أَدنَى.

نعم أيُّها الإخوة الكرام، كُلَّما عَظُمَتِ المِحنَةُ عَظُمَتِ المِنحَةُ، ولكن بِشَرطِ التَّحَقُّقِ بالعُبودِيَّةِ لله عزَّ وجلَّ، وهذا ما أشارَ إليهِ ربُّنا عزَّ وجلَّ بقولِهِ: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾. فأثبَتَ لهُ العُبودِيَّةَ في هذهِ المِنحَةِ العَظيمَةِ التي سَبَقَتْها مِحَنٌ شديدَةٌ وصَعبَةٌ وقاسِيَةٌ، والتي ما أخرَجَتِ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عن دائِرَةِ التَّحَقُّقِ بالعُبودِيَّةِ لله تعالى.

نعم أيُّها الإخوة الكرام، لقد تَحَقَّقَ سيِّدُنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بالعُبودِيَّةِ في حالَةِ الرَّخاءِ كما في حالَةِ الشِّدَّةِ، لذلكَ أكرَمَهُ اللهُ تعالى بهذهِ المِنحَةِ العَظيمَةِ، بعدَ المِحَنِ القاسِيَةِ.

خاتِمَةٌ ـ نسألُ اللهَ تعالى حُسنَ الخاتِمَةِ ـ:

يا عِبادَ الله، نحنُ نَعيشُ أزمَةً صَعبَةً وقاسِيَةً، ونَتَقَلَّبُ في الشَّدائِدِ، ونَتَطَلَّعُ إلى المِنحَةِ العَظيمَةِ منَ الله تعالى بعدَ هذهِ المِحنَةِ، فإذا كانت هذهِ المِحنَةُ والشِّدَّةُ شَدَّتنَا إلى الله تعالى، وحَقَّقَتنَا بالعُبوديَّةِ له، وشعرنَا بأنَّ الله تعالى راضٍ عنَّا، فلا تأسَفُوا على شيءٍ فاتَ من الدُّنيا، ولنَتَمَثَّل قولَ من قالَ:

فَلَـيْتَكَ تَحْــلُو وَالْحَيَاةُ مَـرِيرَةٌ   ***   وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالْأَنَامُ غِضَابُ

وَلَيْتَ الْذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَامِرٌ   ***   وَبَــيْنِي وَبَيْنَ الْـعَالَمِينَ خَرَابُ.

إذا صَحَّ مِنْكَ الوُدُّ فالكُلُّ هَيِّنٌ   ***   وَكُلُّ الذِي فَوْقَ التُّرابِ تُرَابُ

هذا أولاً.

ثانياً: لا ننسى الحَقيقَةَ التي نَعيشُهَا في هذهِ الحياةِ الدُّنيا روى الإمام مسلم عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ». 

ذَكَرَ المَنَاوِي في شَرحِ الجَامِعِ الصَّغِير أنَّ الحَافِظَ بنَ حَجَر لمَّا كَانَ قَاضِي القُضَاةِ مَرَّ يَومَاً بِالسُّوقِ فِي مَوكِبٍ عَظِيمٍ وهَيئَة جَمِيلَةٍ، فَهَجَمَ عليهِ يَهُودِيٌّ يَبِيعُ الزَّيتَ الحَارَّ، وأَثوابُهُ مُتَلَطِّخَةٌ بِالزَّيتِ، وهُو فِي غَايَةٍ منَ الرَّثَاثَةِ والشَّنَاعَةِ، فَقَبَضَ عَلى لِجَامِ بَغلَتِهِ، وقال: يا شَيخَ الإِسلَامِ تَزعُمُ أنَّ نَبِيَّكُم قال: «الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ». فَأَيُّ سِجنٍ أَنتَ فِيه؟ وأيُّ جَنَّةٍ أَنَا فِيهَا؟

فقَال: أَنَا بالنِّسبَةِ لِمَا أَعَدَّ اللهُ لِي فِي الآخِرَةِ مِنَ النَّعِيمِ كَأَنِّي الآن فِي السِّجنِ، وَأَنتَ بالنِّسبَةِ لِمَا أَعَدَّ اللهُ لَكَ في الآخرَةِ مِنَ العَذَابِ الأَلِيمِ كَأَنَّكَ فِي جَنَّةٍ، فَأَسلَمَ اليَهُودِيُّ.

ثالثاً: كونوا على يقينٍ ـ إذا لم تُخرِجكُم الشِّدَّةُ عن دائِرَةِ الشَّرعِ ـ بأنَّهُ سَتَكُونُ مِنحَةٌ عَظِيمَةٌ إن شاءَ اللهُ تعالى تمسَحُ لكُم جِراحَ المَاضِي، كما مَسَحَت مُعجِزَةُ الإسراءِ والمِعراجِ الشَّدائِدَ والمَصَاعِبَ والمِحَنَ عن سَيِّدِنَا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

اللهمَّ يا وَليَّ نِعمَتِنَا، ويا ملاذَنَا عندَ كُربَتِنَا، فَرِّج عنَّا ما أهَمَّنَا وأغَمَّنَا عاجِلاً غيرَ آجِلٍ يا أرحمَ الرَّاحِمِينَ.

أقولُ هَذا القَولَ، وأَستَغفِرُ اللهَ لِي ولَكُم، فَاستَغفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم.

**        **     **

تاريخ الخطبة:

الجمعة: 29/رجب /1434هـ، الموافق:8/حزيران / 2013م

 2013-06-08
 25641
الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  خطب الجمعة

19-04-2024 38 مشاهدة
910ـ خطبة الجمعة: آثار الحج على النفس (1)

أَتَوَجَّهُ إلى السَّادَةِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ، لِأَقُولَ لَهُمْ: هَنيئًا لَكُمْ يَا مَنْ لَبَّيْتُمْ أَمْرَ اللهِ تعالى القَائِلِ: ﴿وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ ... المزيد

 19-04-2024
 
 38
12-04-2024 665 مشاهدة
909ـ خطبة الجمعة: تعزية لمن أصيب بدينه

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ المَصَائِبِ مُصِيبَةَ الدِّينِ، لِأَنَّهُ مَهْمَا عَظُمَتْ مَصَائِبُ الدُّنْيَا فَسَوْفَ تَنْقَضِي، وَرُبَّمَا يُجْبَرُ صَاحِبُهَا وَيُعَوِّضُ مَا فَاتَهُ، أَمَّا مُصِيبَةُ الدِّينِ فَإِنَّهَا تَذْهَبُ بِسَعَادَةِ العَبْدِ ... المزيد

 12-04-2024
 
 665
09-04-2024 561 مشاهدة
908ـ خطبة عيد الفطر 1445 هـ:هنيئا لك يوم الجائزة إن كنت من المقبولين

هَا نَحْنُ في عِيدِ الفَطْرِ الذي جَاءَنَا بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ القُرْآنِ شَهْرِ الصِّيَامِ وَالقُرْآنِ، لَقَدْ كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ مُذَكِّرًا لَنَا بِالنِّعْمَةِ العُظْمَى التي أَنْقَذَتِ البَشَرِيَّةَ مِنَ الضَّلَالِ ... المزيد

 09-04-2024
 
 561
04-04-2024 680 مشاهدة
907ـ خطبة الجمعة: شمروا عن ساعد الجد

هَا هُوَ الضَّيْفُ الكَرِيمُ يُلَوِّحُ بِالرَّحِيلِ، تَمْضِي أَيَّامُهُ مُسْرِعَةً كَأَنَّهَا حُلُمٌ جَمِيلٌ، مَا أَحْلَى أَيَّامَكَ يَا أَيُّهَا الضَّيْفُ الكَرِيمُ، وَمَا أَمْتَعَ صِيَامَكَ، لَقَدْ ذُقْنَا فِيكَ لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ ... المزيد

 04-04-2024
 
 680
28-03-2024 572 مشاهدة
906ـ خطبة الجمعة: القرآن خير دستور

شَهْرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ هُوَ شَهْرُ القُرْآنِ، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ هُوَ وَاللهِ بِمَثَابَةِ الرُّوحِ للجَسَدِ، وَالنُّورِ للهِدَايَةِ، فَمَنْ لَمْ يَقْرَأِ القُرْآنَ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهِ، فَهُوَ مَيِّتُ الأَحْيَاءِ. وَإِنَّهُ لَمِنَ ... المزيد

 28-03-2024
 
 572
21-03-2024 1001 مشاهدة
905ـ خطبة الجمعة: التقوى ميدان التفاضل بين العباد

لَقَدْ فَرَضَ اللهُ تعالى عَلَيْنَا صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ حَتَّى نَصِلَ إلى مَقَامِ التَّقْوَى، وَالتَّقْوَى هِيَ الْتِزَامُ أَوَامِرِ اللهِ تَعَالَى وَاجْتِنَابُ نَوَاهِيهِ، هِيَ فِعْلُ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكُ الْمَنْهِيَّاتِ، التَّقْوَى ... المزيد

 21-03-2024
 
 1001

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412880970
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :