أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1801 - هل تقبل صلاة من يشرب الخمر

21-02-2009 25281 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح أن من شرب الخمر لا تقبل صلاته أربعين يوماً ولو تاب؟ وهل إذا مات بعد التوبة قبل مضيِّ الأربعين لا يدخل الجنة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1801
 2009-02-21

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جاء في سنن الترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَإِنْ عَادَ الرَّابِعَةَ لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ لَهُ صَلاةً أَرْبَعِينَ صَبَاحًا، فَإِنْ تَابَ لَمْ يَتُبْ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَقَاهُ مِنْ نَهْرِ الْخَبَالِ، قِيلَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَا نَهْرُ الْخَبَالِ؟ قَالَ: نَهْرٌ مِنْ صَدِيدِ أَهْلِ النَّارِ).

هذا الحديث الشريف ترهيب للمؤمن من شرب الخمر، لأن الخمر أمُّ الخبائث، وهي من حِبال الشيطان لإيقاع نار الفرقة بين الأحبة، قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُون}.

فمن شرب الخمر عوقب بأن صلاته التي يصلِّيها خلال أربعين يوماً مِنْ شُربِه لا يؤجر عليها، ولكن تبرأ ذمته إذا صلاها، ولا يُفهم من الحديث الشريف أن الصلاة لا تسقط عنه.

يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: إِنَّ لِكُلِّ طَاعَةٍ اِعْتِبَارَيْنِ: أَحَدُهُمَا: سُقُوطُ الْقَضَاءِ عَنْ الْمُؤَدِّي، وَثَانِيهِمَا: تَرْتِيبُ حُصُولِ الثَّوَابِ، فَعَبَّرَ عَنْ عَدَمِ تَرْتِيبِ الثَّوَابِ بِعَدَمِ قَبُولِ الصَّلاةِ. اهـ.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (فَإِنْ تَابَ لَمْ يَتُبْ اللَّهُ عَلَيْهِ) هذا مبالغة في الوعيد والزجر الشديد، أو أنه لن يُوَفَّقَ للتوبة، فإن وُفِّقَ للتوبة بعد المرة الرابعة وحقَّق شروط التوبة، فالله يقبل توبته، لما جاء في الحديث: (إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ) رواه الترمذي.

وإذا مات ضمن الأربعين يوماً وقد تاب إلى الله تعالى توبة صادقة حيث أقلع عن شرب الخمر، وندم على ما فعل، وجزم على أن لا يعود، وهجر قرناء السوء من أهل الخمر وغيرهم، فالله تعالى يقبل توبته، وهو داخل تحت البشارة القرآنية: {فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.

نسأل الله تعالى توبة صادقة لنا ولجميع العصاة من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
25281 مشاهدة