أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1173 - هل الشر قدَّره الله؟

14-06-2008 10180 مشاهدة
 السؤال :
بعض العوام يقولون إن الشر غير مكتوب في اللوح مثلاً إذا وقعت جريمة قتل يقولون: هذا ليس قضاء وقدر بحجة عدم التبرير للمجرم، فما هو الجواب الكافي لهم؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1173
 2008-06-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فإنه مما لا شك فيه أنَّ كلَّ شيء بقضاء وقدر، وكلَّ شيء بخلق الله عز وجل، ألم يقل مولانا جل جلاله: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]، وقال سبحانه: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الزمر: 62]، ويقول أيضاً: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [غافر: 62]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن» رواه أبو داود.

ولكن هذا لا يعفي الإنسان من المسؤولية يوم القيامة، لأن الجزاء يوم القيامة على الاختيار الذي وهبنا الله إياه، والله تعالى بعلمه السابق الأزلي يعلم ماذا سيعمل العبد، لذلك جاء في الحديث الشريف: «إنَّ أحدكم يُجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثمَّ يكون في ذلك عَلَقَةً مثلَ ذلك، ثمَّ يكون في ذلك مضغةً مثل ذلك، ثمَّ يُرسل المَلَكُ، فيَنفُخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: بِكَتْبِ رزقه وأجله وعمله وشقيٌّ أو سعيدٌ. فوالَّذي لا إله غيرُهُ إنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتَّى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإنَّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتَّى ما يكون بينه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنَّة فيدخلها» رواه البخاري ومسلم. فالكلُّ مكتوب قبل خلقك، ولكنه محجوب عنك، فالمطلوب منك فعل الطاعة وتثاب عليها، وترك المعصية وتُثاب على تركها، والكلُّ بخلق الله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10180 مشاهدة