أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6492 - {بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ}

04-09-2014 33919 مشاهدة
 السؤال :
يقول الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ واللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ}. فهل نستطيع من خلال هذهِ الآية الكريمة أن ندخل بيتاً في هذه الأزمة ليس مسكوناً، لأننا بحاجة إليه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6492
 2014-09-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد ذَكَرَ الفُقَهَاءُ والعُلَمَاءُ والمُفَسِّرُونَ بأَنَّ البُيُوتَ التي يَجُوزُ دُخُولُهَا من غَيرِ استِئذَانٍ، هيَ البُيُوتُ التي تُبنَى على الطُّرُقَاتِ التي يَأوِي إِلَيهَا المُسَافِرُونَ، مِثلُ: الاستِرَاحَاتِ، ومِثلُ الدَّكَاكِينِ، والمَحَلَّاتِ في الأَسوَاقِ، وغَيرِهَا، ومِثلُ البُيُوتِ الخَرِبَةِ التي يَدخُلُهَا النَّاسُ للبَولِ والغَائِطِ، ومِثلُ المَحَلَّاتِ التي جَرَى العُرفُ على الدُّخُولِ إِلَيهَا من غَيرِ استِئذَانٍ، كالفَنَادِقِ وعِيَادَاتِ الأَطِبَّاءِ، وأَيِّ مَكَانٍ يُستَقبَلُ فِيهِ النَّاسُ.

فَجَمِيعُ ما ذُكِرَ يَجُوزُ الدُّخُولُ إِلَيهَا بِدُونِ استِئذَانٍ لِوُجُودِ الإذنِ العَامِّ بِدُخُولِهِ.

وبناء على ذلك:

فالمَقصُودُ من قَولِهِ تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ واللهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ﴾. هوَ كُلُّ مَكَانٍ عَامٍّ فِيهِ إذنٌ عَامٌّ بِدُخُولِهِ من غَيرِ استِئذَانٍ كالمَحَلَّاتِ والفَنَادِقِ والخَرَابَاتِ، إذا كَانَ للإنسَانِ في ذلكَ مَصلَحَةٌ.

ورُوِيَ عن ابنِ عُمُرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما أنَّهُ كَانَ يَستَأذِنُ في دُخُولِ حَوَانِيتِ السُّوقِ، فَذُكِرَ ذلكَ لِعِكرِمَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، فَقَالَ: ومن يُطَبِّقُ ما كَانَ يُطَبِّقُهُ ابنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما؟

قَالَ الجَصَّاصُ: ولَيسَ في فِعلِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما هذا دِلالَةٌ على أنَّهُ رَأَى دُخُولَهَا بِغَيرِ إذنٍ مَحظُورَاً، ولكِنَّهُ احتَاطَ لِنَفسِهِ، وذلكَ مُبَاحٌ لِكُلِّ وَاحِدٍ. اهـ.

أمَّا دُخُولُ البُيُوتِ الخَاصَّةِ التي سَافَرَ أَهلُهَا ـ وخَاصَّةً في هذهِ الأَزمَةِ ـ لا يَجُوزُ إلا بِإذنِ أَصحَابِهَا، وإلا فالفَاعِلُ مُغتَصِبٌ، ومُرتَكِبٌ كَبِيرَةً من الكَبَائِرِ، مُستَحِلٌّ لأموَالِ الآخَرِينَ بِغَيرِ حَقٍّ، هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
33919 مشاهدة