أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

860 - يريد أن يميز بين أولاده في العطية لأنه حر في ماله

13-02-2008 84446 مشاهدة
 السؤال :
ألستُ أنا حراً في مالي أتصرف فيه كيفما أشاء؟ أوليس من حقي أن أميِّز بين أولادي في العطية؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 860
 2008-02-13

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

ألستَ تقرأ قول الله عز وجل: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدَّاً * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً}؟ [مريم: 93 ـ 95].

أولستَ تقرأ قول الله عز وجل: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ}؟ [الحديد: 7].

أولستَ تقرأ قول الله عز وجل: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}؟ [النساء: 11].

أوما سمعتَ ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لوالد النعمان بن بشير؟ وذلك ما جاء في الصحيحين عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، أن أمه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهِبَةِ من ماله لابنها، فالتوى بها سنة، ثم بدا له، فقالت: لا أرضى حتى تُشهِد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدي وأنا يومئذ غلام فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنَّ أم هذا بنت رواحة أعجبها أن أُشهدك على الذي وهبتُ لابنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بشير ألك ولد سوى هذا»؟ قال: نعم، فقال: «أكلهم وهبت له مثل هذا»؟ قال: لا، قال: «فلا تُشْهِدْني إذاً، فإني لا أشهد على جَوْر» رواه مسلم. وفي رواية للبخاري: «لا تُشْهِدْني على جَوْر». وفي رواية أحمد: «إن لبنيك عليك من الحق أن تعدل بينهم». وفي رواية للبيهقي وابن حبان: «أَشْهِدْ على هذا غيري، اعدلوا بين أولادكم في النِّحَل كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف».

ولقوله صلى الله عليه وسلم: «سوُّوا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضِّلاً أحداً لفضَّلت النساء» رواه البيهقي والطبراني.

أوما سمعتَ أن رجلاً كان بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه ـ أي على الرجل ـ طفلُه أو غلامه، فقبَّله وأقعده على فخذه، ثم دخلت عليه طفلتُه فقبَّلها وأقعدها بجانبه، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: «ما سوَّيت، فهلا عدلت بينهما، اتقوا الله واعدلوا في أولادكم» أخرجه البزار.

فانظر يا أخي، لم يرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الرجل عندما لم يسوِّ بين الصبي والبنت، حيث أقعد الصبي على فخذه، وأقعد ابنته بجانبه. وأنا أريد منك أن تستخلص الحكم بنفسك. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
84446 مشاهدة