أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6238 - معنى: السبع المثاني

12-04-2014 7660 مشاهدة
 السؤال :
يَقول الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم}. فما هو المقصود بالسبع المثاني؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6238
 2014-04-12

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد روى الإمام البخاري عَنْ أَبِي سَعِيدِ بْنِ الْمُعَلَّى قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، فَدَعَانِي رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ أُجِبْهُ.

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّي.

فَقَالَ: «أَلَمْ يَقُل اللهُ: ﴿اسْتَجِيبُوا لله وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.

ثُمَّ قَالَ لِي: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِن الْمَسْجِدِ».

ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ؟

قَالَ: «الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ، هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ».

وفي رِوايَةٍ ثانِيَةٍ للإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «أُمُّ الْقُرْآنِ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ».

وفي رِوايَةٍ للإمام أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ، عَنْ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْحَمْدُ لله أُمُّ الْقُرْآنِ، وَأُمُّ الْكِتَابِ، وَالسَّبْعُ الْمَثَانِي».

وبناء على ذلك:

فالسَّبْعُ المَثاني هيَ سُورَةُ الفَاتِحَةِ، وَوُصِفَت بأنَّها المَثاني لأنَّها تُثَنَّى وتُكَرَّرُ في رَكَعاتِ الصَّلاةِ، والقُرآنُ يُوصَفُ بالمَثاني كذلكَ، قال تعالى: ﴿اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ الله﴾.

وقِيلَ بأنَّها السُّوَرُ السَّبعَةُ الطَّويلَةُ، وهيَ البَقَرَةُ، وآلُ عِمرانَ، والنِّساءُ، والمائِدَةُ، والأنعامُ، والأعرافُ، والأنفالُ مَعَ التَّوبَةِ، لِعَدَمِ وُجودِ البَسمَلَة بَينُهُما.

والقَولُ بأنَّها سُورَةُ الفَاتِحَةِ هوَ الأصَحُّ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
7660 مشاهدة
الملف المرفق