أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1210 - حلفت يميناً كاذباً فماذا يترتب عليها

01-07-2008 10419 مشاهدة
 السؤال :
أنا حلفت يميناً كاذباً ولم أكن أعرف أن هذا اليمين غموس، وكنت أظنه يميناً يمكن كفارته بإطعام عشرة مساكين أو صيام ثلاثة أيام، وسبب الحلف لتجنب خصومة، وعندما علمت أن هذا اليمين غموس يغمس صاحبه في النار ولا كفارة له لم أعد أنام الليل من شدة تأنيب الضمير، فماذا يترتب علي؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1210
 2008-07-01

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فلله الحمد والمنة والفضل بأن فَتَحَ لنا باب التوبة، بقوله جلَّ وعلا: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]. وبقوله جلَّ جلاله: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً} [مريم: 60]. وبقوله عز وجل: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الحجر: 49]. وبقوله سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

لذلك أقول لك يا أختاه:

إذا كانت يمينك التي صدرت منك كذباً لم يترتب عليها ضياع حق لأحد، ولم يحدث فتنة، ولا قطيعة رحم، فيكفيك التوبة والاستغفار بعد الندم، وأن تجزمي بعدم العودة إلى مثل هذا الأمر مرة ثانية، واعلمي بأن الله عز وجل غفور رحيم، ولا حرج في أن تأخذي بقول السادة الشافعية الذين أوجبوا في اليمين الغموس ـ مع الاستغفار ـ كفارةً وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم تجدِي قيمة ذلك فصيام ثلاثة أيام متتاليات.

وأما إذا ترتب على يمينكِ ضياع حق، أو فتنة، أو قطيعة رحم، فلا بد من تصحيح الأمر، وردِّ الحقوق لأصحابها. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
10419 مشاهدة