أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6745 - الذكر ذكران

17-02-2015 5350 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للإنسان أن يذكر الله تعالى في الحمام؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6745
 2015-02-17

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالذِّكْرُ للهِ تعالى ذِكْرَانِ، ذِكْرٌ باللِّسَانِ، مِثلُ تِلاوَةِ القُرآنِ العَظِيمِ، والأَذكَارِ، والأَدْعِيَةِ؛ وذِكْرٌ بالقَلبِ، كَتَمْرِيرِ كَلِمَاتِ القُرآنِ العَظِيمِ على القَلبِ، وكذلكَ الأَدْعِيَةُ والأَذكَارُ.

ويَقُولُ الإمامُ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: اِتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ الْجُنُبَ لَوْ تَدَبَّرَ الْقُرْآنَ بِقَلْبِهِ مِنْ غَيْرِ حَرَكَةِ لِسَانِهِ لَا يَكُونُ قَارِئاً مُرْتَكِباً لِقِرَاءَةِ الْجُنُبِ الْمُحَرَّمَةِ.

وقَالَ عِكْرَمَةُ: لا يَذْكُرُ اللهَ تعالى وهوَ على الخَلاءِ بِلِسَانٍ، ولكن بِقَلبِهِ.

وبناء على ذلك:

فإذا كَانَ المَقْصُودُ بالحَمَّامِ في السُّؤَالِ ـ دَورَةَ المِيَاهِ ـ عِندَ قَضَاءِ الحَاجَةِ، فالذِّكْرُ باللِّسَانِ مَكْرُوهٌ، لأنَّ المَكَانَ غَيرُ لائِقٍ لذلكَ، وإنْ ذَكَرَ اللهَ تعالى بِقَلبِهِ فلا حَرَجَ عَلَيهِ بِدُونِ أن يَتَلَفَّظَ بِلِسَانِهِ.

وأمَّا إذا كَانَ المَقْصُودُ بالحَمَّامِ في السُّؤَالِ ـ المَكَانَ للغُسْلِ ـ فَيُكْرَهُ الذِّكْرُ باللِّسَانِ إذا كَانَتِ العَورَةُ مَكْشُوفَةً، ولا حَرَجَ من ذِكْرِ القَلبِ، أمَّا إذا كَانَتِ العَورَةُ مَسْتُورَةً فلا حَرَجَ من الذِّكْرِ باللِّسَانِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
5350 مشاهدة