أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7700 - معنى: «وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ»

15-11-2016 5956 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ». هل إذا لم ينكر يكون كافراً؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7700
 2016-11-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَهَذَا جُزْءٌ مِنْ حَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ الذي رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرَاً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ».

وَمَعْنَى الحَدِيثِ، إِنْكَارُ المُنْكَرِ على دَرَجَاتٍ، يَبْدَأُ بِالتَّغْيِيرِ بِاليَدِ، ثمَّ بِاللِّسَانِ، ثمَّ بِالقَلْبِ، وَالقَلْبُ أَضْعَفُ الإِيمَانِ الذي يَتَعَلَّقُ بِدَرَجَاتِ الإِنْكَارِ، وَلَيْسَ المُرَادُ إِذَا لَمْ يُنْكِرْ بِقَلْبِهِ يَخْرُجُ مِنَ الإِسْلَامِ، وَيَكُونُ كَافِرَاً.

وبناء على ذلك:

فَالمُرَادُ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ». هُوَ الذي يَتَعَلَّقُ بِدَرَجَاتِ إِنْكَارِ المُنْكَرِ، لَا أَنَّهُ يَكُونُ كَافِرَاً وَخَارِجَاً مِنَ الإِيمَانِ إِذَا لَمْ يُنْكِرْ بِقَلْبِهِ، لِأَنَّ فَاعِلَ المُنْكَرِ لَا يَكُونُ كَافِرَاً بِفِعْلِ المُنْكَرِ، بَلْ يَكُونُ عَاصِيَاً، فَكَيْفَ يُحْكَمُ على مَنْ لَمْ يُنْكِرْ بِقَلْبِهِ بِالكُفْرِ؟ هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
5956 مشاهدة