أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4723 - حكم تفليج الأسنان

26-12-2011 31875 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للمرأة أن تُحَسِّنَ أسنانها بالتفليج؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4723
 2011-12-26

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدْ جَاءَ في الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الذي رواه الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: لَعَنَ اللهُ الوَاشِمَاتِ وَالمُتَوَشِّمَاتِ وَالمُتَنَمِّصَاتِ وَالمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ المُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللهِ.

قَالَ فَبَلَغَ امْرَأَةً فِي البَيْتِ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ إِلَيْهِ فَقَالَتْ: بَلَغَنِي أَنَّكَ قُلْتَ كَيْتَ وَكَيْتَ.

فَقَالَ: مَا لِي لا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟

فَقَالَتْ: إِنِّي لأَقْرَأُ مَا بَيْنَ لَوْحَيْهِ فَمَا وَجَدْتُهُ، فَقَالَ: إِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ فَقَدْ وَجَدْتِيهِ، أَمَا قَرَأْتِ: ﴿وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾؟

قَالَتْ: بَلَى.

قَالَ: فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْهُ.

قَالَتْ: إِنِّي لأَظُنُّ أَهْلَكَ يَفْعَلُونَ، قَالَ: اذْهَبِي فَانْظُرِي، فَنَظَرَتْ فَلَمْ تَرَ مِنْ حَاجَتِهَا شَيْئَاً، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: مَا رَأَيْتُ شَيْئَاً، قَالَ: لَوْ كَانَتْ كَذَلِكَ لَمْ تُجَامِعْنَا.

وَرَوَى النسائي عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَلْعَنُ المُتَنَمِّصَاتِ وَالمُتَفَلِّجَاتِ وَالمُوشِمَاتِ اللاتِي يُغَيِّرْنَ خَلْقَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.

وَاتَّفَقَ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ تَفْلِيجَ الأَسْنَانِ لِأَجْلِ الحُسْنِ حَرَامٌ، سَوَاءٌ في ذَلِكَ طَالِبَةُ التَّفْلِيجِ وَفَاعِلَتُهُ.

وَتَفْلِيجُ الأَسْنَانِ هُوَ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الأَسْنَانِ سَوَاءٌ أَكَانَ خِلْقَةً، أَمْ بِتَكَلُّفٍ، بِأَنْ يَبْرُدَهَا بِالمَبْرَدِ وَنَحْوِهِ طَلَبَاً للحُسْنِ.

وَالمُتَفَلِّجَةُ: هِيَ التي تَتَكَلَّفُ بِأَنْ تُفَرِّقَ بَيْنَ الأَسْنَانِ لِأَجْلِ الحُسْنِ.

وَقَدْ جَاءَ في وَصْفِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ مُفَلَّجَ الأَسْنَانِ خِلْقَةً.

يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَفْلَجَ الثَّنِيَّتَيْنِ، إِذَا تَكَلَّمَ رُئِيَ كَالنُّورِ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاهُ. رواه البيهقي في الدلائل والترمذي في الشمائل.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَإِذَا كَانَتِ المَرْأَةُ طَالِبَةُ تَفْلِيجِ الأَسْنَانِ مِنْ أَجْلِ الحُسْنِ فَهُوَ حَرَامٌ، لِأَنَّهُ نَوْعٌ مِنْ تَغْيِيرِ خَلْقِ اللهِ تعالى، أَمَّا تَفْلِيجُ الأَسْنَانِ لِعِلَاجِ أَو عَيْبٍ في السِّنِّ فَلَا حَرَجَ فِيهِ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
31875 مشاهدة