أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

9583 - ابتداء النفاس

29-03-2019 1077 مشاهدة
 السؤال :
بعض النساء قبل ولادتها بيوم أو يومين تردى دماً، فهل تدع صلاتها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9583
 2019-03-29

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَدِ اتَّفَقَ الفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّ الدَّمَ الخَارِجَ بَعْدَ انْفِصَالِ الوَلَدِ نِفَاسٌ، وَاخْتَلَفُوا في الدَّمِ الخَارِجِ قَبْلَ الوِلَادَةِ.

فَذَهَبَ الحَنَفِيَّةُ إلى أَنَّ الدَّمَ الذي تَرَاهُ الحَامِلُ ابْتِدَاءً أَو حَالَ وِلَادَتِهَا قَبْلَ خُرُوجِ الوَلَدِ اسْتِحَاضَةٌ، وَلَيْسَ بِنِفَاسٍ، وَإِنْ كَانَ مُمْتَدَّاً.

وَذَهَبَ الشَّافِعِيَّةُ إلى أَنَّ الدَّمَ الذي تَرَاهُ قَبْلَ الوِلَادَةِ اسْتِحَاضَةٌ، وَبَعْضُهُمْ قَالَ حَيْضٌ.

وَذَهَبَ المَالِكِيَّةُ إلى أَنَّ الدَّمَ الذي تَرَاهُ الحَامِلُ قَبْلَ الوِلَادَةِ حَيْضٌ وَلَيْسَ بِنِفَاسٍ، وَلَا تُحْسَبُ مُدَّةُ النِّفَاسِ مِنْهُ، بَلْ مِنْ خُرُوجِ الوَلَدِ وَانْفِصَالِهِ.

وَذَهَبَ الحَنَابِلَةُ إلى أَنَّ ابْتِدَاءَ النِّفَاسِ مِنْ خُرُوجِ بَعْضِ الوَلَدِ، وَالدَّمُ الذي تَرَاهُ قَبْلَ خُرُوجِ بَعْضِ الوَلَدِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فَأَقَلَّ هُوَ نِفَاسٌ، وَلَا يُحْسَبُ مَا قَبْلَ الوِلَادَةِ مِنْ مُدَّةِ النِّفَاسِ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَالدَّمُ الذي تَرَاهُ المَرْأَةُ قَبْلَ يَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ مِنْ وِلَادَتِهَا، هُوَ دَمُ اسْتِحَاضَةٍ عِنْدَ الشَّافِعِيَّةِ وَالحَنَفِيَّةِ، لَا يَمْنَعُ مِنْ صِحَّةِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ، وَلَكِنْ تَتَوَضَّأُ المَرْأَةُ إِذَا كَانَ الدَّمُ مُسْتَمِرَّاً بَعْدَ دُخُولِ الوَقْتِ.

وَخَالَفَ في ذَلِكَ المَالِكِيَّةُ وَالحَنَابِلَةُ، وَالأَخْذُ بِرَأْيِ الحَنَفِيَّةِ وَالشَّافِعِيَّةِ أَوْلَى، حَتَّى تَبْرَأَ ذِمَّةُ المَرْأَةِ بِيَقِينٍ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1077 مشاهدة