أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

649 - طريق التوبة إلى الله

15-11-2007 87111 مشاهدة
 السؤال :
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب حقائق عن التصوف باب طريق الوصول إلى الله: (فأي قلب يذوق حلاوة معرفة الله ومحبته ثم يركن إلى غيره ويسكن إلى ما سواه ومن عرف طريقاً موصلة إلى الله ثم تركها وأقبل على إرادته وشهواته ولذاته وقع في أثار المعاطب، وعذبه الله في حياته عذاباً لم يعذبه أحداًً من العالمين، فحياته هم وغم وحزن وموته كدر وحسرة). فهل إلى مرد من سبيل مهما كانت فترة البعد والوقوع في هذا المطب ومهما كانت الكبائر والذنوب؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 649
 2007-11-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فباختصار شديد أقول لك: الحمد لله القائل: {وإن عدتم عدنا} فمهما قصر العبد، ومهما أذنب، فبمجرد أن يقول العبد يا رب، يقول له مولانا جلت عظمته: لبيك عبدي. ألم تقرئي قول الله تعالى:{والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً * إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً}. لأن معصيتنا لا تضر الله تعالى، كما أن طاعتنا لا تنفعه، فهو يقبل منا ما لا ينفعه، ويغفر لنا ما لا يضره بإذنه تعالى، إذا حققنا شروط التوبة. وإياك واليأس والقنوط، فإذا كان الشيطان لا ييأس من غواية العبد، فكيف ييأس العبد من رحمة الله القائل في كتابه العظيم: {ورحمتي وسعت كل شيء}. والقائل: {وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}. فلله الحمد والشكر. أسأل الله أن يتولانا وإياكم. آمين.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
87111 مشاهدة