أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6340 - {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ}

22-05-2014 61497 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى قول الله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً}؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6340
 2014-05-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالآياتُ التي سَبَقَت هذهِ الآيَةَ الكَريمَةَ كَانَت تَتَحَدَّثُ عن صِفاتِ عِبادِ الرَّحمنِ، الذينَ كَانَ مَآلُهُم كما قال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرَّاً وَمُقَاماً﴾.

وفي هذهِ الآيَةِ الأخِيرَةِ: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ﴾ يأمُرُ اللهُ تعالى سَيِّدَنا رَسولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بأنْ يُبَيِّنَ للناسِ عَامَّةً ـ مُشرِكِينَ ومُؤمِنينَ ـ ما يَعبَأُ بِكُم رَبِّي أيَّ عِبءٍ، ولا يَكتَرِثُ بِكُم أيَّ اكتِرَاثٍ، لولا دُعاؤُهُ لَكُم لِعِبَادَتِهِ، وهذا تَصدِيقٌ لِقَولِهِ تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونَ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونَ * إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾.

وقَولُهُ تعالى: ﴿فَقَدْ كَذَّبْتُمْ﴾ يَعني: فقد كَذَّبَ الكَافِرونَ مِنكُم مَعَ قِيَامِ الحُجَّةِ عَلَيهِم، لذلكَ سَوفَ يَكونُ العَذَابُ لِزاماً ثَابِتاً لَهُم.

وبناء على ذلك:

فَمَعنَى الآيَةِ: ما يَصنَعُ بِكُم رَبِّي، وأيُّ فَائِدَةٍ من خَلْقِكُم، لولا دُعاؤُهُ لَكُم إلى التَّوحِيدِ وإلى هذا الدِّينِ؟ فَرَبُّنا ما خَلَقَكُم إلا لِمَعرِفَتِهِ وطَاعَتِهِ، وإلا فالعَبدُ وسَائِرُ البَهَائِمُ سَواءٌ.

فمن آمَنَ وكَانَ من عِبَادِ الرَّحمنِ فَمَنزِلَتُهُ كما قال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرَّاً وَمُقَاماً﴾. وأمَّا الذينَ كَفَروا بَعدَ قِيَامِ الحُجَّةِ عَلَيهِم: ﴿فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً﴾ أي العَذَابُ المُقِيمُ، والعِياذُ بالله تعالى. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
61497 مشاهدة