أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6471 - «خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ»

14-08-2014 26453 مشاهدة
 السؤال :
ما معنى حديث النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ، حُسْنُ سَمْتٍ، وَلَا فِقْهٌ فِي الدِّينِ»؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6471
 2014-08-14

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد جَاءَ في سُنَنِ الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِقٍ، حُسْنُ سَمْتٍ، وَلَا فِقْهٌ فِي الدِّينِ».

هَاتَانِ الخَصلَتَانِ لا تَكُونَانِ في مُنَافِقٍ، بل ولا وَاحِدَةٌ مِنهُمَا.

الخَصلَةُ الأُولَى: حُسْنُ سَمْتٍ: يَعنِي: حُسْنَ هَيئَةٍ ومَنظَرٍ في الدِّينِ لا تَكُونُ في مُنَافِقٍ، ولا يَكُونُ فِيهِ خُلُقٌ حَسَنٌ وسِيرَةٌ حَسَنَةٌ وطَرِيقَةٌ حَسَنَةٌ حَقِيقَةً، ولكن قد يَتَزَيَّنُ بِزِيِّ الصَّالِحِينَ، غَيرَ أنَّهُ يُفضَحُ في نِهَايَةِ الأمرِ.

الخَصلَةُ الثَّانِيَةُ: فِقهٌ في الدِّينِ، يَعنِي لا يَكُونُ عِندَهُ فِقْهٌ يُوَرِّثُهُ التَّقوَى، لأنَّ الفِقهَ الحَقِيقِيَّ هوَ من حَجَزَ صَاحِبَهُ عن المُخَالَفَاتِ الشَّرعِيَّةِ.

وبناء على ذلك:

فَحُسْنُ السَّمْتِ والفِقْهُ في الدِّينِ لا يَجتَمِعَانِ في مُنَافِقٍ، بل ولا وَاحِدَةٌ من هَاتَينِ الخَصلَتَينِ، وقد يَكُونُ الإنسَانُ حَسَنَ الهَيئَةِ في الظَّاهِرِ، وهوَ في البَاطِنِ خَرَابٌ، قال تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ﴾.

وقد يَكُونُ الإنسَانُ عَالِمَاً، ولكنْ ما انتَفَعَ بِعِلمِهِ، وكَانَ عِلمُهُ حُجَّةً عَلَيهِ يَومَ القِيَامَةِ، وكَانَ ضَلالُهُ على عِلْمٍ، وهوَ مُندَرِجٌ تَحتَ قَولِهِ تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ﴾.

أسأَلُ اللهَ تعالى صَفَاءَ السَّرِيرَةِ، وحُسْنَ السِّيرَةِ، والعِلمَ النَّافِعَ. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
26453 مشاهدة