11ـالإنسان في القرآن العظيم : سعادة العبد بعبوديته لله تعالى

11ـالإنسان في القرآن العظيم : سعادة العبد بعبوديته لله تعالى

 

الإنسان في القرآن العظيم

11ـ سعادة العبد بعبوديته لله تعالى

مقدمة الكلمة:

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ تَكْرِيمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ للإِنْسَانِ أَنَّهُ خَلَقَهُ عَلَى الفِطْرَةِ، بِحَيْثُ جَعَلَهُ يَمِيلُ إلى حَيَاةِ القَلْبِ، وَالبَحْثِ عَنْ أَسْبَابِ حَيَاتِهِ، وَجَعَلَهُ حَرِيصَاً عَلَيْهَا أَشَدَّ مِنْ حِرْصِهِ عَلَى الهَوَاءِ الذي يسْتَنْشِقُهُ.

حَيَاةُ القَلْبِ في العِبَادَةِ، لِذَا فَطَرَ اللهُ تعالى الإِنْسَانَ إلى المَيْلِ إلى مَعْبُودٍ يَعْبُدُهُ، وَلَا يَسْتَقِرُّ لَهُ قَرَارٌ إِلَّا بِذَلِكَ، قَالَ تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

وَمَعْنَى الحَنِيفِ: المَائِلِ عَنِ الانْحِرَافِ، وَالمُتَوَجِّهِ إلى اللهِ تعالى، وَالمُعْرِضِ عَمَّا سِوَاهُ، لِذَا قَالَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ» رواه الشيخان عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. وفي رِوَايَةٍ للترمذي: «كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى المِلَّةِ».

«وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ»:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مِنْ تَمَامِ فَضْلِ اللهِ تعالى عَلَى الإِنْسَانِ، وَمِنْ تَكْرِيمِهِ لَهُ أَنَّهُ خَلَقَهُ عَلَى الحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَاءِ، فَالنَّاسُ بِفِطْرَتِهِمْ يَمِيلُونَ إلى اللهِ تعالى وَيَتَوَجَّهُونَ إِلَيْهِ، وَلَكِنْ عِنْدَمَا لَعِبَتْ بِهِمُ الشَّيَاطِينُ سَلَكُوا بِهِمْ طَرِيقَ الانْحِرَافِ، حَتَّى أَوْصَلُوهُمْ إلى حَيَاةِ الشَّقَاءِ وَالضَّنْكِ، روى الإمام مسلم عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ المُجَاشِعِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: «أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ، مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا، كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدَاً حَلَالٌ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ (اسْتَخَفَّتْهُمْ فَجَالُوا مَعَهُمْ في الضَّلَالِ) وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانَاً». فَالشَّيَاطِينُ هِيَ التي أَبْعَدَتِ الكَثِيرَ عَنْ دِينِهِمُ الذي فَطَرَ اللهُ تعالى العِبَادَ عَلَيْهِ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: وَهَذَا مَا أَكَّدَهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ المُبْطِلُونَ﴾.

فَاللهُ تعالى أَرْسَلَ الرُّسُلَ لِيُذَكِّرُوا الأُمَمَ بِهَذِهِ الفِطْرَةِ، لِيُذَكِّرُوهُمْ بِهَذَا العَهْدِ، فَمَنِ اسْتَجَابَ لِدَعْوَةِ الرُّسُلِ كَانَتْ تِلْكَ الاسْتِجَابَةُ نُورَاً عَلَى نُورٍ، حَيْثُ صَادَفَ نُورُ الوَحْيِ نُورَ الفِطْرَةِ، وَانْطَلَقَ اللِّسَانُ قَائِلَاً: ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيَاً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾. اسْتِجَابَةٌ للإِيمَانِ بِدُونِ تَوَقُّفٍ، لِأَنَّ دَعْوَةَ الرُّسُلِ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُوَافِقَةٌ لِمَا فُطِرَ عَلَيْهِ الإِنْسَانُ.

العُبُودِيَّةُ للهِ تعالى سَعَادَةٌ للعَابِدِ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: العُبُودِيَّةُ للهِ تعالى سَعَادَةٌ للعَابِدِ، وَطُمَأْنِينَةٌ لَهُ، لِأَنَّهُ لَنْ يَجِدَ تَعَارُضَاً بَيْنَ ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ، بِخِلَافِ المُسْتَكْبِرِ المُعَانِدِ لِفِطْرَتِهِ، حَيْثُ يُخْرِسُ لِسَانَ الفِطْرَةِ في الرَّخَاءِ، وَيُخْرِسُهُ لِسَانُ الفِطْرَةِ في الشَّدَائِدِ ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ﴾. ﴿آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: السَّعَادَةُ وَالطُّمَأْنِينَةُ ظَاهِرَاً وَبَاطِنَاً لَا تَكُونُ إِلَّا بِالعُبُودِيَّةِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَالعُبُودِيَّةُ للهِ تعالى لَيْسَ تَكْلِيفَاً فَقَطْ، بَلْ هِيَ سِرُّ الحَيَاةِ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

وَقَدْ صَرَّحَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ عَنْ سَعَادَةِ العَبْدِ بِعِبَادَتِهِ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا بِلَالُ، أَقِمِ الصَّلَاةَ، أَرِحْنَا بِهَا» رواه أبو داود عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

فَالعِبَادَةُ مُسْتَرَاحٌ للعَابِدِ، وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» رواه الإمام أحمد والنسائي عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَمَنْ ذَاقَ لَذَّةَ المُنَاجَاةِ عَرَفَ أَنَّ أَعْظَمَ لَذَّةٍ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنيَا قَبْلَ الآخِرَةِ هِيَ لَذَّةُ عِبَادَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالقُرْبِ مِنْهُ، وَالتَّقَرُّبِ إِلَيْهِ، وَالشُّعُورِ بِالانْكِسَارِ وَالذُّلِّ بَيْنَ يَدَيْهِ.

وَأَعْظَمُ مَا يَجِدُهُ العَابِدُ هُوَ لَذَّةُ الشَّوْقِ لِلِقَاءِ اللهِ تعالى، حَتَّى يَرَى مَعْبُودَهُ، وَيَكُونَ مُنْدَرِجَاً تَحْتَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾. لِذَا تَرَى العَابِدَ يُكْثِرُ مِنَ الدُّعَاءِ الذي عَلَّمَنَا إِيَّاهُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ المَوْتِ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَشَوْقَاً إِلَى لِقَائِكَ فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ» رواه الحاكم عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: مَنْ ذَاقَ لَذَّةَ العِبَادَةِ التي هِيَ تَشْرِيفٌ للإِنْسَانِ، لَقَالَ كَمَا قَالَ الصَّالِحُونَ: لَوْ عَلِمَ المُلُوكُ وَأَبْنَاءُ المُلُوكِ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ السُّرُورِ وَالنَّعِيمِ إِذَاً لَجَالَدُونَا عَلَى مَا نَحْنُ فِيهِ بِأَسْيَافِهِمْ أَيَّامَ الْحَيَاةِ عَلَى مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ لَذَّةِ الْعَيْشِ وَقِلَّةِ التَّعَبِ.

وَيَقُولُ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: خَرَجَ أَهْلُ الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَلَمْ يَذُوقُوا أَطْيَبَ شَيْءٍ فِيهَا.

قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا أَبَا يَحْيَى؟

قَالَ: «مَعْرِفَةُ اللهِ تَعَالَى».

هَؤُلَاءِ الذينَ ذَاقُوا حَلَاوَةَ العِبَادَةِ في دُنْيَاهُمْ سَوْفَ يُكْرِمُهُمْ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِأَعْظَمَ مِنْهَا يَوْمَ القِيَامَةِ، حَيْثُ يُقَرِّبُهُمْ مِنْ حَضْرَتِهِ، وَيُكْرِمُهُمْ بِالنَّظَرِ إلى وَجْهِهِ تَبَارَكَ وتعالى، وَيُكْرِمُهُمْ بِالنَّظَرِ إِلَيْهِمْ نَظْرَةَ الرِّضَا التي لَا سَخَطَ بَعْدَهَا.

خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةَ ـ:

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الأَسْبَابِ التي حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ لَذَّةِ العِبَادَةِ وَحَلَاوَتِهَا، وَبِسَبَبِهَا طُمِسَتْ عَلَى فِطْرَةِ الكَثِيرِ مِنَ النَّاسِ هُوَ الإِقْبَالُ عَلَى الدُّنْيَا، فَشَغَلَتِ القَلْبَ وَالفِكْرَ وَالرُّوحَ وَالعَقْلَ، حَتَّى صَارَ العَبْدُ عَبْدَاً لَهَا، وَصَدَقَ فِيهِ قَوْلُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وَمَنْ كَانَ هَذَا وَصْفَهُ فَهُوَ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ، وَيَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَدَارَكَ نَفْسَهُ قَبْلَ مَوْتِهِ، وَإِلَّا فَـالحَسْرَةُ سَتَأْكُلُ قَلْبَهُ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى، وَسَوْفَ يَقُولُ عِنْدَ سَكَرَاتِ المَوْتِ: ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحَاً فِيمَا تَرَكْتُ﴾.

أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: انْظُرُوا إلى هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا مِن خِلَالِ قَوْلِهِ تعالى: ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ المُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ المُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ المَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.

يَا إِخْوَتِي، مَا خُلِقْنَا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا إِلَّا للعِبَادَةِ وَتَقْوَى اللهِ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ المَتِينُ﴾. وَالسَّعِيدُ مَنْ مَاتَ عَلَى العِبَادَةِ، وَكَانَ مُنْدَرِجَاً تَحْتَ قَوْلِهِ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

اللَّهُمَّ أَكْرِمْنَا بِلَذَّةِ العِبَادَةِ، مَعَ الإِخْلَاصِ لَكَ فِيهَا. آمين.

**     **     **

تاريخ الكلمة:

الأربعاء: 25/ شوال /1438هـ، الموافق: 19/ تموز / 2017م

الشيخ أحمد شريف النعسان
الملف المرفق
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  الإنسان في القرآن العظيم

08-11-2018 2656 مشاهدة
37ـ الإنسان في القرآن العظيم : ﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ﴾

إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَحْرِفُ طَرِيقَ العَبْدِ عَنْ نَهْجِ الاسْتِقَامَةِ عَلَى مَنْهَجِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى هُوَ مَا رُكِّبَ في الإِنْسَانِ مِنْ شَهَوَاتٍ، حَيْتُ تَكُونُ سَبَبَاً في انْحِرَافِهِ إِذَا اسْتَوْلَتِ الشَّهَوَاتُ عَلَيْهِ. ... المزيد

 08-11-2018
 
 2656
31-10-2018 3057 مشاهدة
36ـالإنسان في القرآن العظيم: أهمية تزكية النفس

فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ إِنَّ فَلَاحَ العَبْدِ وَنَجَاحَهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ هُوَ مَطْلَبُ العَامِلِينَ، وَلَا يَكُونُ هَذَا إِلَّا بِتَزْكِيَةِ النَّفْسِ وَتَرْبِيَتِهَا وَتَطْهِيرِهَا، وَقَدْ ذَكَرَ اللهُ تعالى لَنَا ... المزيد

 31-10-2018
 
 3057
02-08-2018 2028 مشاهدة
34ـالإنسان في القرآن العظيم : ﴿فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ﴾ (2)

نَحْنُ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنيَا مُسَافِرُونَ مِنْهَا، كَمَا قَالَ سَيِّدُنَا عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ارْتَحَلَتِ الدُّنْيَا مُدْبِرَةً، وَارْتَحَلَتِ الآخِرَةُ مُقْبِلَةً، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا بَنُونَ، فَكُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ ... المزيد

 02-08-2018
 
 2028
11-07-2018 2672 مشاهدة
33ـ الإنسان في القرآن العظيم :﴿فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ﴾

إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدَاً مِنْ عِبَادِهِ أَلْهَمَهُ فِعْلَ الخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الفَوَاحِشِ وَالمُنْكَرَاتِ، وَحَبَّبَ إلى قَلْبِهِ الإِيمَانَ وَالبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ، وَأَلْهَمَهُ الإِكْثَارَ مِنْ دُعَاءِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ ... المزيد

 11-07-2018
 
 2672
04-04-2018 3711 مشاهدة
32ـ الإنسان في القرآن العظيم :يا أيها العبد المذنب الخطاء

مِنْ أَعْظَمِ الخُسْرَانِ الذي يَقَعُ فِيهِ العَبْدُ إِصْرَارُهُ عَلَى الذَّنْبِ، وَمُكَابَرَتُهُ، وَعِنَادُهُ، وَتَبْرِيرُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ المَوْتُ ـ وَالعِيَاذُ بِاللهِ تعالى ـ عَلَى تِلْكَ الحَالَةِ. ... المزيد

 04-04-2018
 
 3711
28-03-2018 2986 مشاهدة
31ـالإنسان في القرآن العظيم : إلى متى نبقى في العصيان؟

لَو أَنَّ الأَمْرَ كَانَ يَنْتَهِي بِالمَوْتِ لَكَانَ هَيِّنَاً وَسَهْلَاً، وَلَكِنْ مَعَ شِدَّتِهِ وَهَوْلِهِ هُوَ أَهْوَنُ مِمَّا بَعْدَ المَوْتِ، فَالقَبْرُ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ، أَو رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَلَو كَانَ ... المزيد

 28-03-2018
 
 2986

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3153
المكتبة الصوتية 4762
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 411925084
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :