أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

1706 - ما هو عالم البرزخ؟

23-01-2009 12212 مشاهدة
 السؤال :
ما هو المقصود بعالم البرزخ؟ وهل ينعم العبد في القبر أو يعذب؟ وهل هذا النعيم أو العذاب للروح والجسد؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 1706
 2009-01-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول الله تعالى: {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون}. والمقصود من عالم البرزخ هو العالم الذي يكون بين عالم الدنيا وعالم الآخرة، ويسمى بعالم القبر، وسمي بهذا الاسم لأن أكثر الموتى يجعلون في القبر.

فكل من مات ينتقل من عالم الدنيا إلى عالم البرزخ سواء قُبِر أم لم يُقبر، وهو من عالم الغيب بالنسبة لنا ولا يسعنا إلا الإيمان به عن طريق الخبر الصادق الذي جاءنا في القرآن العظيم، وفي الحديث الشريف.

وهذا العالم عالم البرزخ الذي يسمى بعالم القبر وردت فيه أحاديث عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تدل على أحقية نعيمه أو عذابه:

عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ يُقَالُ هَذَا مَقْعَدُكَ حَتَّى يَبْعَثَكَ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه مسلم.

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ: (أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، قَالَ: فَدَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ ثُمَّ غَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا) رواه مسلم.

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ) رواه الترمذي.

وقال الله تعالى في حق آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب}. وهذا العرض حصراً في عالم البرزخ وليس في عالم الآخرة لأن الله تعالى يقول: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَاب}. وهو ليس في عالم الدنيا من باب أولى.

وجمهور العلماء قالوا: عذاب القبر ونعيمه للروح وللجسد، لأن للجسم ارتباطاً بالروح بعد الموت، ومهما تفرقت أعضاء الإنسان وبليت وصارت تراباً فإنها لا تخرج من قبضة الله عز وجل، وهو قادر على جعل الارتباط بين الروح والجسد ولو تفتت الجسد. هذا والله تعالى أعلم.

ومن أراد التوسع في هذا الموضوع فليرج إلى كتاب الإيمان بعوالم الآخرة للشيخ عبد الله  سراج الدين رحمه الله تعالى .

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
12212 مشاهدة