أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6823 - السفر يوم الجمعة

23-03-2015 2466 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم السفر يوم الجمعة في حق المسلم المكلف؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6823
 2015-03-23

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فقد اتَّفَقَ الفُقَهَاءُ على حُرْمَةِ السَّفَرِ يَومَ الجُمُعَةِ بَعدَ الزَّوَالِ لِمَنْ تَلْزَمُهُ الجُمُعَةُ، لأنَّ وُجُوبَهَا تَعَلَّقَ بِهِ بِمُجَرَّدِ دُخُولِ الوَقتِ، فلا يَجُوزُ تَفْوِيتُهُ، إلا إذا تَمَكَّنَ المُسَافِرُ من أَدَاءِ الجُمُعَةِ في طَرِيقِهِ، أو المَكَانِ الذي قَصَدَهُ، فلا يَحْرُمُ حِينَئِذٍ لِحُصُولِ المَقْصُودِ بذلكَ.

وأمَّا السَّفَرُ قَبلَ الزَّوَالِ فَفِيهِ خلافٌ بَينَ الفُقَهَاءِ.

فَذَهَبَ المَالِكِيَّةُ والحَنَابِلَةُ إلى كَرَاهَتِهِ قَبلَ الزَّوَالِ، لِحَدِيثِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ سَافَرَ مِنْ دَارِ إقَامَةٍ يَوْمَ جُمُعَةٍ دَعَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ أَنْ لَا يُصْحَبَ فِي سَفَرِهِ، وَأَنْ لَا يُعَانَ عَلَى حَاجَتِهِ» رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي الْأَفْرَادِ.

وبناء على ذلك:

فالسَّفَرُ يَومَ الجُمُعَةِ يَحْرُمُ بَعدَ دُخُولِ وَقتِ صَلاةِ الجُمُعَةِ، إلا لِمَنْ أَيقَنَ بِأَنْ يُصَلِّيَهَا في طَرِيقِ سَفَرِهِ، أو خَافَ على نَفْسِهِ من الضَّرَرِ بِفَوَاتِ سَفَرِهِ.

أمَّا قَبلَ الزَّوَالِ فَيُكْرَهُ السَّفَرُ، والأَولَى في حَقِّ المُسْلِمِ أن لا يُسَافِرَ، حَتَّى لا يُفَوِّتَ هذا الرُّكْنَ العَظِيمَ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2466 مشاهدة