أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

318 - الحكمة من تشريع صلة الرحم

02-05-2007 2112 مشاهدة
 السؤال :
 2007-05-02
ما هي الحكمة من تشريع صلة الأرحام؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 318
 2007-05-02

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حِكْمَةٌ مِنْ تَشْرِيعِ صِلَةِ الأَرْحَامِ إِلَّا قَوْلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» أَخْرَجَهُ مسلم. لَكَفَى ذَلِكَ.

وَمَعْنَى يُبْسَطَ لَهُ رِزْقِهِ: أَيْ يُوَسِّعَ اللهُ تعالى رِزْقَهُ عَلَيْهِ. وَيُنْسَأَ لَهُ في أَثَرِهِ: أَيْ يُؤَخَّرَ في أَجَلِهِ وَيُطَوِّلَ اللهُ عُمُرَهُ. هذا أولاً.

ثانياً: أَنَّ وَاصِلَ الرَّحِمِ لَهُ الجَنَّةُ، وَيَجْمَعُهُ اللهُ تعالى مَعَ أُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ وَزَوْجِهِ، وَأَنَّ المَلَائِكَةَ تَدْخُلُ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرَّاً وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.

ثالثاً: صِلَةُ اللهِ تعالى لِوَاصِلِ الرَّحِمِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَنِي قَطَعَهُ اللهُ». رواه مسلم.

رابعاً: أَنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ تُعَمِّرُ الدِّيَارَ، وَتَزِيدُ في الأَعْمَارِ، لِمَا رَوَاهُ الإمام أَحْمَدُ، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُ مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ، فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَحُسْنُ الْجِوَارِ يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ، وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ».

خامساً: أَنَّهَا دَلِيلٌ عَلَى كَمَالِ الإِيمَانِ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ». رواه البخاري.

نَسْأَلُ اللهَ تعالى أَنْ يُكْرِمَنَا بِصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَيُعِيذَنَا مِنْ قَطِيعَتِهَا. آمين. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2112 مشاهدة
الملف المرفق