أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5589 - نية الحالف المظلوم

12-10-2012 1072 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للإنسان المظلوم أن يحلف يميناً على نيته لا على نية ظالمه أمام القاضي، حتى يدفع الظلم عن نفسه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5589
 2012-10-12

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: ذَهَبَ جمهورُ الفقهاءِ على أنَّهُ لا يجوزُ للقاضي استحلافَ المدَّعى عليه إلا بعدَ طَلَبِ اليمينِ من المدَّعِي لأنَّهُ حقٌّ له، فلا يستوفيهِ من غيرِ إذنِهِ، ولا يُعتدَّ بتحليفِ القاضي قبلَ مُطالبةِ المدَّعي، وللمدَّعي أن يُطالبَ بإعادةِ التَّحليفِ.

ثانياً: ذَهَبَ جمهورُ الفقهاءِ من الحنفية والشافعية والحنابلة خلافاً للمالكية إلى أنَّ اليمينَ على نيَّةِ الحالِفِ إذا كانَ مظلوماً، وإن كانَ ظالماً فعلى نيَّةِ المُستحلِفِ، لقولِ سيِّدِنا رسولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَمِينُكَ عَلَى مَا يُصَدِّقُكَ عَلَيْهِ صَاحِبُكَ» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

ثالثاً: يجبُ على الإنسانِ الذي يدَّعي أنَّهُ مظلومٌ وليسَ بظالمٍ أن تكونَ عندَهُ المعرفةُ بالأحكامِ الشَّرعيَّةِ في القضيَّةِ المختَلَفِ عليها، ثمَّ يجبُ عليهِ أن يعلمَ قولَ الله تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ﴾. وأنَّ اللهَ تعالى لا تخفى عليه خافيةٌ، قال تعالى: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور﴾.

وبناء على ذلك:

 فإذا كانَ الإنسانُ واثقاً من نفسِهِ بأنَّهُ مظلومٌ وليسَ ظالماً، وكانَ يعرفُ الحكمَ الشَّرعيَّ في قضيَّتِهِ وبأنَّ الحقَّ له، ولا يستطيعُ أن يردَّ الظُّلمَ عن نفسِهِ إلا باليمينِ، فلا حَرَجَ من أن يحلفَ على نيَّتِهِ لا على نيَّةِ المستحلِفِ، ولا يحقُّ للقاضي أن يطلبَ منهُ اليمينَ إلا بعدَ طَلَبِ المدَّعي. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
1072 مشاهدة
الملف المرفق