أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

7145 - الكلام أثناء قضاء الحاجة

15-01-2016 2355 مشاهدة
 السؤال :
ما حكم الكلام والحديث أثناء قضاء الحاجة مع الآخرين، إن كان عن طريق الهاتف، أو مباشرة من وراء ستار؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 7145
 2016-01-15

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَقَد وَرَدَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رواه الترمذي عَن بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟

قَالَ: «احْفَظْ عَوْرَتَكَ إِلَّا مِنْ زَوْجَتِكَ أَوْ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ».

فَقَالَ: الرَّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ؟

قَالَ: «إِن اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا يَرَاهَا أَحَدٌ فَافْعَلْ».

قُلْتُ: وَالرَّجُلُ يَكُونُ خَالِيَاً؟

قَالَ: «فَاللهُ أَحَقُّ أَنْ يُسْتَحْيَا مِنْهُ». هذا أولاً.

ثانياً: روى الترمذي عَن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالتَّعَرِّيَ، فَإِنَّ مَعَكُمْ مَنْ لَا يُفَارِقُكُمْ، إِلَّا عِنْدَ الْغَائِطِ، وَحِينَ يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى أَهْلِهِ، فَاسْتَحْيُوهُمْ وَأَكْرِمُوهُمْ».

ثالثاً: ذَهَبَ جُمْهُورُ الفُقَهَاءِ من الحَنَفِيَّةِ والمَالِكِيَّةِ والشَّافِعِيَّةِ والحَنَابِلَةِ، إلى كَرَاهَةِ الكَلامِ أَثْنَاءَ قَضَاءِ الحَاجَةِ، وفي الخَلاءِ، ولا يَتَكَلَّمُ الإِنْسَانُ إلا لِضَرُورَةٍ.

وبناء على ذلك:

فَالكَلامُ أَثْنَاءَ قَضَاءِ الحَاجَةِ  مَكْرُوهٌ كَرَاهَةَ تَحْرِيمٍ، إلا لِضَرُورَةٍ قُصْوَى، حَتَّى لا يُؤْذِي المَلائِكَةَ المُوَكَّلِينَ عَلَيْهِ من الكَتَبَةِ، قَالَ تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2355 مشاهدة