أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

4636 - الإيثار بالقربات

10-12-2011 16326 مشاهدة
 السؤال :
نحن نعلم حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلا أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا) رواه البخاري ومسلم، فهل يجوز للإنسان إذا سبق للأذان أو الصف الأول أن يقدِّم غيره على نفسه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 4636
 2011-12-10

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن خلال حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي رواه الإمام مسلم عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قَالَ: (لا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَقْعَدِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ، وَلَكِنْ تَفَسَّحُوا وَتَوَسَّعُوا). ويقول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ) رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.

واختلف الفقهاء في الإيثار في القرب، قال الشافعية: يكره للمصلي ترك الصف الأول لغيره، ولا يعتبر من الإيثار المشار إليه بقوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}. لأنَّ هذا الإيثار متعلِّق بحظوظ النفس وهو مستحبٌّ، أما في القربات كالأذان والصلاة في الصف الأول فلا.

وقال الحنفية: يجوز الإيثار بالقرب بلا كراهة لمن هو أكبر سناً أو أكثر علماً، جاء في حاشية ابن عابدين: وإن سبق أحد إلى الصف الأول، فدخل رجل أكبر منه سناً، أو أهل علم، ينبغي أن يتأخَّر ويقدِّمه تعظيماً له.

وبناء على ذلك:

فلا حرج من تقديم الأندى صوتاً في الأذان، وكذلك تقديم الأعلم للصف الأول وخاصة إذا كان خلف الإمام، وذلك لقوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الأَحْلامِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ، الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) رواه مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. وينبغي على المؤثر على نفسه أن يقدِّم غيره على نفسه من باب قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا) رواه الإمام احمد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، لا من باب الزهد في النداء أو الصف الأول. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
16326 مشاهدة