أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

9134 - لا تزوج ابنتها إلا بمهر كبير

03-09-2018 8896 مشاهدة
 السؤال :
نذرت أن لا أزوج ابنتي إلا بمهر كبير، وتعسرت أسباب خطبتها بسبب المغالاة في المهر، فماذا أفعل؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9134
 2018-09-03

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فَالزَّوَاجُ نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ تعالى، وَآيَةٌ مِنْ آيَاتِهِ العُظْمَى، قَالَ تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجَاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾.

وَاللهُ تعالى أَمَرَ أَوْلِيَاءَ الأُمُورِ بِتَزْوِيجِ مَنْ لَا زَوْجَ لَهُ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.

وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُ النِّكَاحِ أَيْسَرُهُ» رواه أبو داود عَنْ عُمَرَ ابْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ.

وفي رِوَايَةٍ للحاكم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ الصَّدَاقِ أَيْسَرُهُ».

وروى النسائي عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا، أَنَّ عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: تَزَوَّجْتُ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْنِ بِي.

قَالَ: «أَعْطِهَا شَيْئَاً».

قُلْتُ: مَا عِنْدِي مِنْ شَيْءٍ.

قَالَ: «فَأَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ؟» (هِيَ الَّتِي تَحْطِمُ السُّيُوفَ، أَيْ: تَكْسِرُهَا؛ وَقِيلَ: هِيَ الْعَرِيضَةُ الثَّقِيلَةُ).

قُلْتُ: هِيَ عِنْدِي.

قَالَ: «فَأَعْطِهَا إِيَّاهُ».

وروى الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه عَنْ أَبِي الْعَجْفَاءِ السُّلَمِيِّ قَالَ: خَطَبَنَا عُمَرُ رَحِمَهُ اللهُ، فَقَالَ: أَلَا لَا تُغَالُوا بِصُدُقِ النِّسَاءِ، فَإِنَّهَا لَوْ كَانَتْ مَكْرُمَةً فِي الدُّنْيَا، أَوْ تَقْوَى عِنْدَ اللهِ لَكَانَ أَوْلَاكُمْ بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، مَا أَصْدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ، وَلَا أُصْدِقَتْ امْرَأَةٌ مِنْ بَنَاتِهِ أَكْثَرَ مِنْ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً.

وَاثْنَتَا عَشْرَةَ أُوقِيَّةً تُسَاوِي أَرْبَعَمِائَةٍ وَثَمَانِينَ دِرْهَمَاً، وَالدِّرْهَمُ يُعَادِلُ 3.5 غ من الفِضَّةِ، وَهِيَ مَا تُسَاوِي اليَوْمَ حَوَالَي 500000 ل س.

وبناء على ذلك:

فَكَفِّرِي عَنْ يَمِينِكِ بِإِطْعَامِ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ، وَإِذَا كُنْتِ فَقِيرَةً لَا تَسْتَطِيعِينَ ذَلِكَ، فَصُومِي ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، وَزَوِّجِيهَا بِمَا تَيَسَّرَ مِنَ المَهْرِ، وَاطْلُبِي السَّمَاحَ مِنَ ابْنَتِكِ التي كُنْتِ سَبَبَاً في تَأْخِيرِ زَوَاجِهَا. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
8896 مشاهدة