أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

5607 - مدح الإنسان نفسه

22-10-2012 55657 مشاهدة
 السؤال :
هل يجوز للإنسان أن يمدح نفسه أمام الآخرين بقصد تعريفهم على قدرته في أمر من الأمور؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 5607
 2012-10-22

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقولُ اللهُ تبارك وتعالى: ﴿فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾. ويقولُ تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلا﴾.

وأخرج الإمام مسلم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: (سَمَّيْتُ ابْنَتِي بَرَّةَ، فَقَالَتْ لِي زَيْنَبُ بِنْتُ أَبِي سَلَمَةَ: إِنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ هَذَا الِاسْمِ، وَسُمِّيتُ بَرَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ، اللهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ»).

ومن هذا المنطلقِ ذَكَرَ الفقهاءُ أنَّهُ لا يجوزُ للإنسانِ أن يَحْمَدَ نفسَهُ ويُثنِيَ عليها ويُزكِّيها، وخاصَّةً إذا كانَ من مُنطلقِ الاستِكبارِ والاستِعلاءِ.

أمَّا إذا احتاجَ الإنسانُ إلى بيانِ فضلِ الله عزَّ وجلَّ عليه، وبما أكرَمَهُ اللهُ تعالى من القُدراتِ، وهوَ يُشهِدُ فضلَ الله عزَّ وجلَّ عليه فيما أسبغَ عليه من النِّعمةِ، فلا حَرَجَ من الحديثِ عن نِعمةِ الله تعالى عليه، وذلك لقوله تعالى: ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّث﴾. وهذا سيِّدُنا يوسفُ عليه السَّلامُ قال لعزيزِ مصرَ: ﴿قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيم﴾.

وبناء على ذلك:

 فلا يجوزُ للإنسانِ أن يمدَحَ نفسَهُ ويُزكِّيَها إذا كانَ ذلكَ بقصدِ الاستِكبارِ والاستِعلاءِ، وخاصَّةً إذا كانَ ينسبُ ذلكَ لنفسِهِ وليسَ لفضلِ الله تعالى عليه.

أمَّا إذا تحدَّثَ بذلكَ وهوَ يُشهِدُ فضلَ الله عزَّ وجلَّ عليه، ويَنسِبُ النِّعمةَ لمصدرِها، ويتبرَّاُ من حَولِهِ وقُدرتِهِ، فلا حَرَجَ عليه إن شاءَ اللهُ تعالى، بل ربَّما أن يُصبحَ ذلكَ عليه واجباً إذا كانَ الناسُ بحاجةٍ إليه ولم يوجد غيرُهُ بما اختصَّهُ اللهُ تعالى به في حُدودِ ما يعلمُ، كما فَعَلَ ذلكَ سيِّدُنا يوسفُ عليه السَّلامُ. هذا، والله تعالى أعلم.
المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
55657 مشاهدة