أهلا بكم في موقع الشيخ أحمد شريف النعسان

6788 - هل الندم يكفي للتوبة؟

04-03-2015 3785 مشاهدة
 السؤال :
هل الندم على المعصية يكفي للتوبة منها؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6788
 2015-03-04

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: رَبُّنَا عزَّ وجلَّ شَرَعَ لَنَا التَّوبَةَ وفَتَحَ بَابَهَا فَضْلاً مِنهُ، فَقَالَ تعالى: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. وقال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾. وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾.

ثانياً: أَجمَعَ الفُقَهَاءُ على أنَّ التَّائِبَ إلى اللهِ تعالى لا يَكُونُ مُتَحَقِّقَاً بالتَّوبَةِ إلا إذا تَوَفَّرَتْ في تَوْبَتِهِ خَمْسَةُ شُرُوطٍ:

الأَوَّلُ: الإقلاعُ عن المَعْصِيَةِ.

الثَّانِي: النَّدَمُ على مَا فَعَلَ من مَعْصِيَةٍ.

الثَّالِثُ: الجَزْمُ على أن لا يَعُودَ إِلَيهَا ثَانِيَةً.

الرَّابِعُ: أن تَكُونَ خَالِصَةً لِوَجْهِ اللهِ تعالى.

الخَامِسُ: أن تَكُونَ التَّوبَةُ قَبلَ وُقُوعِ الرُّوحِ في الغَرغَرَةِ.

هذا إذا كَانَتِ المَعْصِيَةُ تَتَعَلَّقُ بِحَقٍّ من حُقُوقِ اللهِ تعالى، أمَّا إذا كَانَت تَتَعَلَّقُ بِحَقٍّ من حُقُوقِ العِبَادِ فلا بُدَّ من إِعَادَةِ الحُقُوقِ لأَصْحَابِهَا، أو الاسْتِحْلالِ مِنهُم.

وبناء على ذلك:

فالنَّدَمُ عل مَا فَاتَ من المَعَاصِي لا بُدَّ مِنهُ حَتَّى تَتَحَقَّقَ بالتَّوبَةِ، لأنَّهُ من لا يَنْدَمُ على القَبِيحِ فذلكَ دَلِيلٌ على رِضَاهُ بِهِ، وجَاءَ في مُسْنَدِ الإمام أحمد عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْقِلٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كَانَ أَبِي عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، فَسَمِعَهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «النَّدَمُ تَوْبَةٌ».

ولَكِنْ لا يَتَحَقَّقُ هذا النَّدَمُ إلا بالإِقلاعِ عن المَعْصِيَةِ، وبالعَزْمِ على عَدَمِ العَودَةِ إِلَيهَا، مَعَ الإِخلاصِ للهِ تعال في ذلكَ، وأن تَكُونَ قَبلَ وُقُوعِ الرُّوحِ في الغَرغَرَةِ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
3785 مشاهدة