47ـ نحو أسرة مسلمة: حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم

47ـ نحو أسرة مسلمة: حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

خلاصة الدرس الماضي

فقد انتهينا في الدرس الماضي إلى أن الأموات أحياء في قبورهم حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله عز وجل، فمنهم المنعَّم ومنهم المعذَّب والعياذ بالله تعالى، ويسمعون سلام المسلِّم عليهم ويعرفونه ويستأنسون بأحبابهم وخاصة عند مراجعة رسل الله لهم في قبورهم.

وقلنا: بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الصحابة رضي الله عنهم أن يتعوذوا بالله من عذاب النار، ومن عذاب القبر، ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن، ومن فتنة المسيح الدجال.

الأنبياء أحياء في قبورهم:

فإذا ثبت هذا في حق الناس عامة فإنه في حق الأنبياء والمرسلين من باب أولى وأولى، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام أحياء في قبورهم، كما جاء في الأحاديث الشريفة الصحيحة:

أولاً: عن سيدنا أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ) أخرجه أبو يعلى كما في الجامع الصغير، وقال المناوي: حديث صحيح.

ثانياً: وروى الإمام مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ).

ثالثاً: وروى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ قَالَ: فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنْ الأَنْبِيَاءِ فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلام قَائِمٌ يُصَلِّي أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلام قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ يَعْنِي نَفْسَهُ، فَحَانَتْ الصَّلاةُ فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنْ الصَّلاةِ قَالَ قَائِلٌ: يَا مُحَمَّدُ هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ فَبَدَأَنِي بِالسَّلامِ).

قال القاضي عياض: قوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (فَكُرِبْت كُرْبَة مَا كُرِبْت مِثْله قَطُّ). هوَ بِضَمِّ الْكَافَيْنِ وَالضَّمِير فِي مِثْله يَعُود عَلَى مَعْنَى الْكُرْبَة وَهُوَ الْكَرْب أَوْ الْغَمّ أَوْ الْهَمّ أَوْ الشَّيْء .

وقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَقَدْ رَأَيْتنِي فِي جَمَاعَة مِنْ الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه عَلَيْهِمْ فَإِذَا مُوسَى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِم يُصَلِّي، وَإِذَا عِيسَى ابْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلام قَائِم يُصَلِّي، وَإِذَا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلام قَائِم يُصَلِّي، فَحَانَتْ الصَّلاة فَأَمَمْتهمْ). قَالَ الْقَاضِي عِيَاض رَحِمَهُ اللَّه : وَقَدْ تَكُون الصَّلاة هُنَا بِمَعْنَى الذِّكْر وَالدُّعَاء، فَإِنْ قِيلَ: كَيْف رَأَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام يُصَلِّي فِي قَبْره، وَصَلَّى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالأَنْبِيَاءِ بَيْت الْمَقْدِس، وَوَجَدَهُمْ عَلَى مَرَاتِبهمْ فِي السَّمَوَات، وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَرَحَّبُوا بِهِ؟ فَالْجَوَاب: أَنَّهُ يَحْتَمِل أَنْ تَكُون رُؤْيَته مُوسَى فِي قَبْره عِنْد الْكَثِيب الأَحْمَر كَانَتْ قَبْل صُعُود النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّمَاء وَفِي طَرِيقه إِلَى بَيْت الْمَقْدِس، ثُمَّ وَجَدَ مُوسَى قَدْ سَبَقَهُ إِلَى السَّمَاء. وَيَحْتَمِل أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى الأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه وَسَلامه عَلَيْهِمْ وَصَلَّى بِهِمْ عَلَى تِلْكَ الْحَال لأَوَّلِ مَا رَآهُمْ ثُمَّ سَأَلُوهُ وَرَحَّبُوا بِهِ، أَوْ يَكُون اِجْتِمَاعه بِهِمْ وَصَلاته وَرُؤْيَته مُوسَى بَعْد اِنْصِرَافه وَرُجُوعه عَنْ سِدْرَة الْمُنْتَهَى.

وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّهُمْ أَحْيَاء مِنْ حَيْثُ النَّقْل فَإِنَّهُ يُقَوِّيه مِنْ حَيْثُ النَّظَر كَوْن الشُّهَدَاء أَحْيَاء بِنَصِّ الْقُرْآن، وَالأَنْبِيَاء أَفْضَل مِنْ الشُّهَدَاء.

رابعاً: وروى مسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِوَادِي الأَزْرَقِ فَقَالَ: أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا وَادِي الأَزْرَقِ، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام هَابِطًا مِنْ الثَّنِيَّةِ وَلَهُ جؤَارٌ إِلَى اللَّهِ بِالتَّلْبِيَةِ، ثُمَّ أَتَى عَلَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى، فَقَالَ: أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ؟ قَالُوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى، قَالَ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَيْهِ السَّلام عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ خِطَامُ نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ وَهُوَ يُلَبِّي)

(ثَنِيَّةِ هَرْشَى) الثنية: الطريق في الجبل، وهرشى: هو جبل على طريق الشام والمدينة قريب من الجحفة.

أما حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبره الشريف:

أما ماذا عن حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في عالم البرزخ، وهو في قبره الشريف:

أولاً: يقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا}.

هذا نص مطلق ومن قيده بالحياة الدنيوية فقط فعليه بالدليل، وخاصة بعد أن ثبت لدينا الحياة البرزخية لجميع الموتى والأنبياء، فكيف بالحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟

ثانياً: روى البزار بإسناد جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حياتي خير لكم تحدثون ونحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم).

فأعمال المؤمنين تعرض عليه صلى الله عليه وسلم، والحكمة في ذلك كما بين صلى الله عليه وسلم هي: أن ما كان من أعمالهم خيراً حمد الله تعالى، وفرح بها، وباهى بها في ذلك العالم، وما كان غير ذلك من هَنَات وسيئات استغفر الله لهم.

ولا تعارض بين هذا الحديث، وبين ما جاء في حديث الحوض الذي يرويه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (أنا فرطكم على الحوض، وليُرْفعنَّ إليَّ رجال منكم، حتى إذا أهويتُ إليهم لأُناوِلَهُم اختلجوا دُوني، فأقول: أيّ ربِّ، أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثُوا بعْدَك؟ فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي) رواه البخاري ومسلم.

فإن هذا محمول على المرتدين، الذين ارتدوا بعده صلى الله عليه وسلم عن دينهم، بدليل قوله: (سحقاً لمن بدل من بعدي). وذلك أنهم كفروا بعده صلى الله عليه وسلم، وأعمال الكفار من أمته لا تعرض عليه صلى الله عليه وسلم، إذا لا فائدة لعرضها، لأن الحكمة في هذا العرض فرَحُه ومباهاته بأعمالهم الصالحة، واستغفاره لأعمالهم السيئة.

ويدلك على هذا قول السيدة عائشة رضي الله عنها، كما في البخاري: إِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امْرِئٍ، فَقُلْ {اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}.

ثالثاًً: ومن جملة ما يُعرض عليه صلى الله عليه وسلم ، ويُسرُّ ويفرح به صلوات المصلين عليه صلى الله عليه وسلم.

روى ابن ماجه بإسناد جيد،عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَكْثِرُوا الصَّلاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَإِنَّهُ مَشْهُودٌ تَشْهَدُهُ الْمَلائِكَةُ، وَإِنَّ أَحَدًا لَنْ يُصَلِّيَ عَلَيَّ إِلا عُرِضَتْ عَلَيَّ صَلاتُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا، قَالَ: قُلْتُ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ، قَالَ: وَبَعْدَ الْمَوْتِ، إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ، فَنَبِيُّ اللَّهِ حَيٌّ يُرْزَقُ) قال ابن ماجه: فَنَبِيُّ اللَّهِ حَيٌّ يُرْزَقُ، قال الحافظ المنذري: رواه أحمد، وأبو داود وابن ماجه، وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه.

رابعاً: روى الإمام أحمد وأبو داود عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ عَلَيْكَ صَلاتُنَا وَقَدْ أَرِمْتَ؟ يَعْنِي: وَقَدْ بَلِيتَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ).

خامساً: روى الإمام أحمد وأبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ).

سادساً: روى الإمام أحمد والترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ).

سابعاًً: روى البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى علي عند قبري وكل بها ملك يبلغني، وكفي بها أمر دنياه وآخرته، وكنت له شهيداً أو شفيعاً) هذا لفظ حديث الأصمعي، وفي رواية الحنفي قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى علي عند قبري سمعته، ومن صلى علي نائيا أبلغته).

خاتمة نسأل الله تعالى حسنها:

وأخيراً نقول: علينا بزيارة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع الاعتقاد بأنه صلى الله عليه وسلم حي في قبره، يسمعنا ويرانا ويعرفنا، لأن أعمالنا تعرض عليه، وصلاتنا عليه صلى الله عليه وسلم تعرض عليه مع ذكر اسمنا عنده صلى الله عليه وسلم، وهو في قبره الشريف يستغفر لنا، فهل بعد كل هذا يقف الإنسان عند قبره الشريف ولا يستقبل الوجه الشريف؟!

يجب ألَّا نجعل جفوة بيننا وبين سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلينا بزيارته بين الحين والآخر، مع التزام كامل الأدب معه كأنه صلى الله عليه وسلم حيٌّ بيننا.

روى ابن عساكر بسند جيد عن بلال أنه لما نزل بداريا من أرض الشام، رأى في منامه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول له: (ما هذه الجفوة يا بلال، أما آن لك أن تزورني يا بلال؟ فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً، فركب راحلته وقصد المدينة، فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه، فأقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما، فقالا له: يا بلال نشتهي نسمع أذانك الذي كنت تؤذن به لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ففعل، فَعَلا سطح المسجد فوقف موقفه الذي كان يقف فيه، فلما أن قال: الله أكبر ارتجت المدينة، فلما أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله ازدادت رجتها، فلما أن قال: أشهد أن محمداً رسول الله خرجت العواتق من خدورهن، وقالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رؤي يومٌ أكثر باكياً ولا باكيةً بالمدينة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك اليوم).

اللهم شفِّع فينا سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم، ولا تحرمنا الأدب معه والغيرةَ على شريعته وسنته، ومتع أبصارنا برؤيته صلى الله عليه وسلم والنظرِ إلى وجهك الكريم يا أرحم الراحمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

**     **     **

 

 2009-05-27
 1819
الشيخ أحمد شريف النعسان
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  نحو أسرة مسلمة

28-01-2018 4170 مشاهدة
200ـ نحو أسرة مسلمة: اللَّهُمَّ فهمنيها

لِتَحْقِيقِ السَّعَادَةِ في حَيَاتِنَا الأُسَرِيَّةِ لَا بُدَّ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ القُرْآنِ العَظِيمِ تَعَامُلَاً صَحِيحَاً، وَهَذَا لَا يَكُونُ إِلَّا بِالتِّلَاوَةِ مَعَ التَّدَبُّرِ، قَالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ... المزيد

 28-01-2018
 
 4170
21-01-2018 5034 مشاهدة
199ـ نحو أسرة مسلمة :مفتاح سعادتنا بأيدينا

كُلَّمَا تَذَكَّرْنَا يَوْمَ الحِسَابِ، يَوْمَ العَرْضِ عَلَى اللهِ تعالى، يَوْمَ نَقِفُ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تعالى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلَاً، وَكُلَّمَا تَذَكَّرْنَا الجَنَّةَ وَالنَّارَ، وَنَعِيمَ أَهْلِ الجَنَّةِ، وَعَذَابَ أَهْلِ النَّارِ، ... المزيد

 21-01-2018
 
 5034
14-01-2018 3628 مشاهدة
198ـنحو أسرة مسلمة : بعد كل امتحان ستعلن النتائج

صَلَاحُ أُسَرِنَا لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا عَرَفَ كُلٌّ مِنَ الزَّوْجَيْنِ الغَايَةَ مِنْ وُجُودِهِ في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا؛ الكَثِيرُ مِنَ الأَزْوَاجِ مِمَّنْ دَخَلَ الدُّنْيَا ثُمَّ خَرَجَ مِنْهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي وَلَا يَعْلَمُ لِمَاذَا ... المزيد

 14-01-2018
 
 3628
08-01-2018 4224 مشاهدة
197ـنحو أسرة مسلمة: وصية الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ لنا

القُرْآنُ العَظِيمُ الذي أَكْرَمَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَاصْطَفَانَا لِوِرَاثَتِهِ هُوَ مَصْدَرُ سَعَادَتِنَا في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ أَرَادَ السَّعَادَةَ في حَيَاتِهِ الزَّوْجِيَّةِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ فَعَلَيْهِ ... المزيد

 08-01-2018
 
 4224
31-12-2017 4242 مشاهدة
196ـ نحو أسرة مسلمة :دمار الأسر بسبب الفسق والفجور

إِنَّ مِنْ أَسْبَابِ شَقَاءِ البُيُوتِ، وَكَثْرَةِ الخِلَافَاتِ بَيْنَ الأَزْوَاجِ، المَعَاصِيَ وَالمُنْكَرَاتِ، التي تُنَكِّسُ الرُّؤُوسَ في الدُّنْيَا قَبْلَ الآخِرَةِ، وَالتي تُسْلِمُ إلى مُقَاسَاةِ العَذَابِ الأَلِيمِ في الدُّنْيَا قَبْلَ ... المزيد

 31-12-2017
 
 4242
24-12-2017 4041 مشاهدة
195ـنحو أسرة مسلمة : أين بيوتنا من تلاوة القرآن؟

سِرُّ سَعَادَتِنَا في حَيَاتِنَا الزَّوْجِيَّةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَحَوُّلِنَا مِنَ الشَّقَاءِ إلى السَّعَادَةِ القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ هِدَايَتِنَا مِنَ الضَّلَالِ إلى الهُدَى القُرْآنُ العَظِيمُ، وَسِرُّ تَمَاسُكِ أُسَرِنَا ... المزيد

 24-12-2017
 
 4041

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3160
المكتبة الصوتية 4796
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 412889578
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :