.
دروس رمضانية 1437هـ
31ـ عبودية دائمة ما دامت الروح في الجسد
مقدمة الكلمة:
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَيَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ الاسْتِقَامَةَ على الإِيمَانِ لَهَا فَضْلٌ عَظِيمٌ، وَخَيْرٌ عَمِيمٌ، وَأَثَرُ الإِيمَانِ في حَيَاةِ المُؤْمِنِ هُوَ الثَّبَاتُ على هَذَا الدِّينِ، في الحَيَاةِ وَعِنْدَ المَمَاتِ، قَالَ تعالى: ﴿يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ ﴾. وَقَالَ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْـمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلَاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾.
أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نَعْرِفَ عِظَمَ وَخَطَرَ الاسْتِقَامَةِ فَلْنَنْظُرْ في حَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، حَيْثُ يَقُولُ: «شَيَّبَتْنِي هُودٌ، وَالوَاقِعَةُ، وَالمُرْسَلَاتُ، وَعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ، وَإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَت» رواه الترمذي والحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.
وَذَلِكَ لِقَوْلِ اللهِ تعالى في سُورَةِ هُودٍ: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾.
وَوَصِيَّةُ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ هِيَ الاسْتِقَامَةُ، روى الإمام أحمد عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قُلْ لِي فِي الْإِسْلَامِ قَوْلَاً لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ ـ أَو: بَعْدَكَ ـ.
قَالَ: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ».
لَقَدْ جَمَعَ لَهُ بِذَلِكَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ طُمَأْنِينَةَ القَلْبِ، وَتَنْظِيمَ الظَّاهِرِ ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾. وَنَظَّمَ ظَاهِرَهُ بِالاسْتِقَامَةِ على شَرْعِ اللهِ تعالى الذي نَظَّمَ حَيَاةَ الإِنْسَانِ في جَمِيعِ مَجَالَاتِهَا.
الاسْتِمْرَارُ على فِعْلِ الطَّاعَاتِ:
أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: انْظُرُوا إلى التَّرْبِيَةِ النَّبَوِيَّةِ مِنْ خِلَالِ قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ». وَمِنْ خِلَالِ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَبْلُ: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا﴾. تَعْلِيمٌ للأُمَّةِ على الاسْتِمْرَارِ على عَمَلِ الطَّاعَاتِ، وَعَدَمِ قَطْعِهَا حَتَّى وَلَو كَانَتْ نَوَافِلَ.
وَقَدْ كَانَ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا فَعَلَ أَمْرَاً أَثْبَتَهُ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ الشَّرِيفِ الذي رَوَاهُ الإِمَامُ مسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَمِلَ عَمَلَاً أَثْبَتَهُ، وَكَانَ إِذَا نَامَ مِنَ اللَّيْلِ، أَوْ مَرِضَ، صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
وروى الإمام البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوا مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ».
وَتَأَمَّلُوا قَوْلَ اللهِ تعالى في الحَدِيثِ القُدْسِيِّ: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
قَوْلُهُ تعالى: «وَمَا يَزَالُ» يُفِيدُ الاسْتِقَامَةَ وَالدَّيْمُومَةَ على ذَلِكَ، فَهَذَا العَبْدُ مُسْتَمِرٌّ على النَّوَافِلِ، وَلَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إلى اللهِ تعالى بِهَا حَتَّى يَصِلَ إلى تِلْكَ الدَّرَجَةِ العَظِيمَةِ «إِذَا أَحَبَّ اللهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانَاً فَأَحْبِبْهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلَانَاً فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ القَبُولُ فِي الأَرْضِ» رواه الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وعلى هَذَا كَانَ يُرَبِّي سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ الكِرَامَ، أَنْ يَثْبُتُوا على العَمَلِ، روى الإمام البخاري عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «يَا عَبْدَ اللهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ، فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ».
عُبُودِيَّةٌ دَائِمَةٌ مَا دَامَتِ الرُّوحُ في الجَسَدِ:
أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَجْعَلَ شِعَارَنَا في هَذِهِ الحَيَاةِ الدُّنْيَا: عُبُودِيَّةٌ دَائِمَةٌ مَا دَامَتِ الرُّوحُ في الجَسَدِ، عُبُودِيَّةٌ دَائِمَةٌ في سَائِرِ الأَحْوَالِ، عُبُودِيَّةٌ للهِ تعالى حَتَّى المَوْتِ، كَمَا قَالَ اللهُ تعالى لِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾. هَذِهِ هِيَ الاسْتِقَامَةُ على العِبَادَةِ حَتَّى المَوْتِ.
فَاسْتِقَامَةُ المُؤْمِنِ على عِبَادَةِ اللهِ تعالى لَيْسَ لَهَا غَايَةٌ إلا المَوْتُ، فَلَا تُخَصَّصُ بِزَمَانٍ وَلَا مَكَانٍ، وَلَا مَرْحَلَةٍ مِنْ مَرَاحِلِ العُمُرِ؛ يَقُولُ سَيِّدُنَا الحَسَنُ البَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: لَا يَكُونُ لِعَمَلِ المُؤْمِنِ أَجَلٌ دُونَ المَوْتِ؛ ثمَّ قَرَأَ قَوْلَ اللهِ تعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾.
الاسْتِقَامَةُ على العِبَادَةِ طَرِيقُ النَّجَاةِ:
أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: الاسْتِقَامَةُ على دِينِ اللهِ تعالى طَرِيقُ النَّجَاةِ وَالسَّلَامَةِ مِنْ أَهْوَالِ يَوْمِ القِيَامَةِ، لِقَوْلِهِ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾.
يَقُولُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: مَنْ هُدِيَ في هَذِهِ الدَّارِ إلى صِرَاطِ اللِه المُسْتَقِيمِ الذي أَرْسَلَ بِهِ رُسُلَهُ وَأَنْزَلَ بِهِ كُتُبَهُ، هُدِيَ هُنَاكَ إلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ المُوصِلِ إلى جَنَّتِهِ دَارِ ثَوَابِهِ، وَعَلَى قَدْرِ ثُبُوتِ قَدَمِ العَبْدِ عَلَى هَذَا الصِّرَاطِ الذي نَصَبَهُ اللهُ لِعِبَادِهِ في هَذِهِ الدَّارِ، يَكُونُ ثُبُوتُ قَدَمِهِ على الصِّرَاطِ المَنْصُوبِ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ، وَعَلَى قَدْرِ سَيْرِهِ عَلَى هَذَا الصِّرَاطِ يَكُونُ سَيْرُهُ عَلَى ذَاكَ الصِّرَاطِ، وَلْيَنْظُرِ العَبْدُ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ التي تَعُوقُهُ عَنْ سَيْرِهِ عَلَى هَذَا الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ؛ فَإِنَّهَا الكَلَالِيبُ التي بِجَنْبَتَيْ ذَاكَ الصِّرَاطِ تَخْطَفُهُ وَتَعُوقُهُ عَنِ المُرُورِ عَلَيْهِ، فَإِنْ كَثُرَتْ هُنَا وَقَوِيَتْ، فَكَذَلِكَ هِيَ هُنَاكَ ﴿وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾.
خَاتِمَةٌ ـ نَسْأَلُ اللهَ تعالى حُسْنَ الخَاتِمَةِ ـ:
أَيُّهَا الإِخْوَةُ الكِرَامُ: إِنَّ الاسْتِقَامَةَ على دِينِ اللهِ تعالى لَمِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ تعالى على العَبْدِ، عِنْدَمَا نَرَى رَجُلَاً تَجَاوَزَ الأَرْبَعِينَ وَقَدْ ثَبَّتَهُ اللهُ تعالى على هَذَا الدِّينِ، فَإِنَّا نَغْبِطُهُ على هَذِهِ النِّعْمَةِ العَظِيمَةِ، وَلَا عَجَبَ بَعْدَ ذَلِكَ عِنْدَمَا نَسْمَعُ قَوْلَ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْـمُسْلِمِ» رواه أبو داود عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. لِأَنَّهُ شَبَّ وَنَشَأَ على طَاعَةِ اللهِ تعالى، وَشَابَ على ذَلِكَ.
أَيُّهَا الإِخْوِةُ الكِرَامُ: إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَكْرَمَهُ اللهُ تعالى بِالاسْتِقَامَةِ على كِتَابِ اللهِ تعالى، وَسُنَّةِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، إِذَا حَانَتْ سَاعَةُ قِيَامَتِهِ، وَدَنَتْ سَاعَةُ الفِرَاقِ وَالرَّحِيلِ، كَانَتْ تِلْكَ السَّاعَةُ أَطْيَبَ سَاعَةٍ عِنْدَهُ، وَتَرَاهُ في انْشِرَاحِ نَفْسٍ، وَطُمَأْنِينَةٍ وَرَاحَةِ بَالٍ، وَبَعْضُهُمْ يُسَلِّمُ رُوحَهُ وَهُوَ يَبْتَسِمُ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ حَسُنَتْ خَاتِمَتُهُ، وَكَانَ مِنَ الذينَ قِيلَ لَهُمْ: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾. وَقِيلَ لَهُمْ: ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. آمين.
** ** **
تاريخ الكلمة:
الثلاثاء: 16/ رمضان /1437هـ، الموافق: 21/ حزيران / 2016م
اضافة تعليق |
ارسل إلى صديق |
يَا مَنْ أَقْعَدَكُمُ المَرَضُ عَنِ الصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَقُلُوبُكُمْ تَتَلَهَّفُ للصِّيَامِ وَالقِيَامِ، أَبْشِرُوا وَلَا تَحْزَنُوا، فَأَنْتُمْ في نِعْمَةٍ عَظِيمَةٍ وَرَبِّ الكَعْبَةِ، مَا دَامَتْ قُلُوبُكُمْ تَتَطَلَّعُ للصِّيَامِ ... المزيد
فِي خِتَامِ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ المُبَارَكِ، وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى العَظِيمَةِ المُبَارَكَةِ، التي جَسَّدَتْ لَنَا بِوُضُوحٍ تَامٍّ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * ... المزيد
غَزْوَةُ بَدْرٍ الكُبْرَى فِيهَا دَرْسٌ عَمَلِيٌّ لِكُلِّ ظَالِمٍ، وَلِكُلِّ مَظْلُومٍ، وَكَأَنَّ لِسَانَ حَالِ الغَزْوَةِ يَقُولُ لِكُلِّ مَظْلُومٍ: اصْبِرْ وَصَابِرْ، وَإِيَّاكَ أَنْ تَحِيدَ عَنْ جَادَّةِ الصَّوَابِ، فَالعَاقِبَةُ لَكَ، ... المزيد
مِنْ غَزْوَةِ بَدْرٍ الكُبْرَى نَتَعَلَّمُ خُلُقَ التَّوَاضُعِ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَكَيْفَ كَانَ يَتَعَامَلُ مَعَ أَصْحَابِهِ الكِرَامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَأَرْضَاهُمْ. ... المزيد
يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. وَيَقُولُ تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ... المزيد
الزَّمَنُ يَمضِي ولا يَعُودُ، ولَيسَ هُناكَ شَيءٌ أسرَعُ من الزَّمَنِ، فهوَ لا يَتَوَقَّفُ، تَمُرُّ اللَّيالِي والأيَّامُ والشُّهُورُ والسَّنَوَاتُ على الإنسَانِ ويَنتَهِي وُجُودُهُ فِيها كَأَنَّهُ لم يَلبَثْ فِيها إلا سَاعَةً من الزَّمَنِ. ... المزيد